بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الكاشف لعباده عن أسرار مراده الواصف نفسه في كتابه بإنجاز ميعاده الراقم على جباه البشر محتوم لشقائه وإسعاده الذي أشرق قلوب أوليائه بنور هدايته وفتق أذهانهم لاقتفاء معرفته فخفيت عن بصائرهم حقيقة ذاته وظهرت لأبصارهم بدائع مصنوعاته وحارت في أحكام قدرة أفكار الألباء وقصرت عن وصف مقدس ذاته ألفاظ البلغاء- وباعد أولياءه عن دار الآثام وقربهم إلى دار السلام فتنافسوا في الوصول إلى الزاد وتناضلوا بالسبق إلى سلطان المعاد بما أراهم من آياته ومعجز رسله ورسالاته فخرجوا من أصداء القلوب ووعثاء الذنوب إلى مراد علام الغيوب فكان كاشفا للأسرار رافعا للأستار مزيلا للحجاب عن المورد المستعذب المستطاب دالا على الهداية الكبرى ناشرا أعلام المسرة والبشرى فدعاهم حينئذ إلى طاعته لجهاد من صرف عن سنن سنته وتجلى لهم من مطالع بصائرهم فغسلوا بماء الصفا كدر ضمائرهم فعزفت نفوسهم عن الدخول في حزب أهل الضلال واشتاقوا إلى حرب جيش القتال باقتحام الأهوال- فيا لها نعمة أهدت إلى أنصار الله جل جلاله مسرة وألقت على أعينهم قرة فنهضوا إلى لقاء العدو بشفاه
पृष्ठ 11