وفي ذلك قال حسان بن ثابت
فجاء وقد ركبا عاتقيه
فنعم المطية والراكبان
وروي عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال لما اشتد برسول الله(ص)مرضه الذي مات فيه وقد ضم الحسين(ع)إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه ويقول ما لي وليزيد لا بارك الله فيه اللهم العن يزيد ثم غشي عليه طويلا وأفاق وجعل يقبل الحسين وعيناه تذرفان ويقول أما إن لي ولقاتلك مقاما بين يدي الله عز وجل
ورويت إلى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كنت عند رسول الله(ص)جالسا إذ أقبل الحسن فلما رآه بكى وقال إلي إلي فأجلسه على فخذه اليمنى ثم أقبل الحسين فلما رآه بكى وقال مثل ذلك فأجلسه على فخذه اليسرى ثم أقبل فاطمة فرآها فبكى وقال مثل ذلك فأجلسها بين يديه ثم أقبل علي فرآه فبكى وقال مثل ذلك وأجلسه إلى جانبه الأيمن فقال له أصحابه يا رسول الله ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت أوما فيهم من تسر برؤيته فقال والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما على وجه الأرض نسمة أحب إلي منهم وإنما بكيت لما يحل بهم من بعدي وذكرت ما يصنع بهذا ولدي الحسين كأني به وقد استجار بحرمي وقبري فلا يجار ويرتحل إلى أرض مقتله ومصرعه أرض كرب وبلاء تنصره عصابة من المسلمين أولئك سادة شهداء أمتي يوم القيامة فكأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما ثم انتحب وبكى وأبكى من حوله وارتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قام وهو يقول اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي
पृष्ठ 22