فالعرب إذا قالوا بأن شيئا مستوعلى شيء، وهم يريدون من ذلك
الحقيقة فلا يكون إلا على معنى أنه ثابت ومستقر فوقه.
[بطلان قولهم يد لا كالأيدي ونحوه ]
وهكذا يفعلون في بقية المتشابهات، فيقولون لله وجه؛ فيقال: هل هو على حقيقته عضو مخصوص؟
فيقولون: بل وجه يليق بجلاله، وليس كالوجوه، ويد تليق بجلاله، وليست كالأيدي، وجنب يليق بجلاله، ليس كالجنوب وساق تليق بجلاله ليس كالسيقان.
وإذا سألت: ما معنى هذا؟ قالوا: السؤال عنه بدعة.
فنقول: ليس في اللغة يد أو جنب أو وجه أو ساق تليق بجلاله، وليست كالأيدي والجنوب والوجوه والسيقان.. إلخ.
وما هو في اللغة، مذكور في القواميس، فلم نجد في قواميس اللغة: يد ولا رجل ولا ساق ولا جنب يليق بجلاله، ليست كالأيدي..إلخ وإنما وجدنا في اللغة أن الجنب مثلا يطلق حقيقة على العضو المعروف في الإنسان، أو مجازا ويراد به الجهة، فيقول القائل: أنا مقصر في جنبك أي في جهتك.
وكذلك وجدنا في كلام العرب وقواميسهم التي دونت فيها لغتهم، أن اليد تطلق حقيقة على الجارحة المعروفة المؤلفة من راحة وأصابع وأظفار، وليس هناك في اللغة يد لا كالأيدي.
पृष्ठ 75