وقال تعالى: {وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين }[الصافات99]، فقال إبراهيم خليل الله إنه ذاهب إلى الله وهو لم يصعد إلى العرش، إنما ذهب إلى ناحية من الأرض بعيدا عن قومه فليس الله إذا على العرش كما يزعم دعاة التمسك بالظاهر.
هذا فيما يخص الآيات القرآنية.
أما ما يخص السنة؛ فقد رووا كما سبق أن الله فوق العرش، والعرش فوق الأوعال، والأوعال فوق بحر، والبحر فوق السماء؛ فهذا الحديث تناقضه أحاديث أخرى رووها في صحاحهم.
فقد أورد البخاري في صحيحه حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو: أن رسول الله نهى أن يبصق الرجل أمامه، فقال: ((إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه،فإن الله قبل وجهه))[فتح الباري 1/509 ]إذا فالله على ظاهر هذا الحديث قبالة وجه الإنسان، وليس فوق العرش كما يقولون ولذا قال ابن حجر في الفتح [1/508 ]:وفيه الرد على من زعم أنه على العرش بذاته.
وروى أيضا أبو موسى الأشعري قال كنا مع رسول الله (ص) في سفر لما دنونا من المدينة كبر الناس ورفعوا أصواتهم فقال النبي (ص):((يا أيها الناس إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه بينكم وبين أعناق ركابكم ))[ الجامع الصحيح للربيع بن حبيب الأزدي ( 3/35)](1)،
पृष्ठ 45