وقال تعالى: {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} [المجادلة:7]، وقال:{ وهو معكم أينما كنتم } وقال:{ إن الله معنا } وقال: { إنني معكما أسمع وأرى } وقال: { قال الله إني معكم } وقال: { والله معكم } [ محمد:35 ] فظاهر هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى مع كل شخص أينما كان.
إذا فليس الله على العرش على ظاهر الآيات الأولى كما يزعمون بل هو في كل مكان، ومع كل إنسان؛ فالآيتان متناقضتان على حسب ظاهرهما؛ فإذا آمنوا بظاهر الآيات لزمهم التناقض لأنه يلزمهم على الظاهر الإيمان أن الله فوق العرش، مع الإيمان أنه في السماء وفي الأرض، ثم إنه مع كل إنسان؛ فلزمهم بذلك التناقض في الآيات.
وقال الله تعالى: { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }، فإذا كان الله أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد فكيف يكون على العرش.
وقال تعالى: { وناديناه من جانب الطور الأيمن وقربناه نجيا }[مريم 52] فظاهر هذه الآية أن الله عند الجبل، وأنه قرب موسى عند مناجاته فكيف يكون مع ذلك على العرش بينه وبين موسى مسافة آلاف السنين كما مر في حديثهم.
وقال تعالى: { إذ ناداه ربه بالواد المقدس طوى }[النازعات16]، فظاهر الآية أن الله كان عند مناداة موسى في الوادي فكيف يكون مع ذلك على العرش؟!!
पृष्ठ 44