قال: إن الأمر بسيط إلا إذا بحثنا عن مسدسه في منزله ولم نجده.
قال: يقال إن حالته المالية على غير ما يرام وإنه أعلن تصفية أعماله. - والذي أعلمه أنه رجل غني. - لقد كان غنيا ولكنه خسر أموالا كثيرة في تجارة الحديد، وفي كل حال فسيجلي التحقيق الحقيقة.
وقد خلا بعد ذلك بالدكتور جيرار وسأله أن يضع له تقريرا مدققا عن جرح بوفور، ففحصه ووضع تقريره، فكانت نتيجة ذلك التقرير أن الرصاصة التي أصابت رأسه كان مطلقها في مكان أرفع من مكانه؛ فأصابته من فوق إلى تحت، خلافا للرصاصة التي أصابت صدر فولون فقد كانت مستقيمة السير وهو ما زاد شك القاضي ببوفور، بدليل أنه حين أراد أن يعود مع جيرار في مركبته منعه، وقال له: لا أزال محتاجا إليك، وستعود في مركبتي إلى كريل.
عندما عاد الدكتور جيرار إلى منزله قالت له أخته إنه أتى خادم يسأل عنه وإنه ينتظره، فذهب جيرار إليه ووجد أنه خادم بوفور، فقال له: ماذا حدث، أعاد سيدك إلى المنزل؟ وهل يتألم كثيرا من جرحه؟
قال: إنه لم يعد إلى المنزل وليس هو الذي أرسلني. - إذن ماذا؟ - إنك تعلم يا سيدي أن الموسيو داغير شريك الموسيو بوفور يقيم مع شريكه في منزل واحد؛ فقد تركه خادمه منذ أسبوع، فلما رأيته اليوم لم يخرج من غرفته، حسب عادته، دخلت إليه وقد أحسنت بما فعلت. - ألعلك وجدته مريضا؟ - بل وجدته بحالة تشبه الاحتضار فناديته فلم يجب؛ إذ لم يستطع أن يجيب. - ماذا أصابه؟ - لا أدري؛ ولكني وجدت دما كثيرا على ثيابه ولعله من رعاف شديد، وهو الآن فاقد الصواب. - ألعله مات؟ - كلا، ولكنه على وشك الموت.
قال: إني ذاهب إليه. وبعد ربع ساعة كان هناك فقال للخادم: ابق في الغرفة المجاورة فإذا احتجت إليك دعوتك.
لم يكن داغير يحتضر كما توهم الخادم، ولكن ثيابه كانت ملطخة بالدم والوحول، وقد تمعن في وجهه فأيقن أنه لم يصب بالرعاف، وأن هذا الدم لم ينزف من أنفه أو فمه، فقال في نفسه: إنه جريح أيضا فما معنى هذا؟
وقد أقفل باب الغرفة من الداخل كي لا يزعجه أحد، ثم عاد إلى داغير فكشف عنه الغطاء وقال في نفسه: لم أكن مخطئا فهو جريح فإنه كان مصابا برصاصة بكتفه، فعالج الرصاصة حتى أخرجها وخمد الجرح .
وكان قد أغمي عليه لكثرة ما نزف من دمه، فلما استفاق نظر إلى ما حواليه نظرة تشف عن الرعب، وقال لجيرار بصوت خافت: من أنت يا سيدي؟
قال: أنا الدكتور جيرار فلا تتكلم ولا تتحرك؛ لأن ذلك يؤذيك. - ولكن يجب أن أقول لك ... - ستقول لي ما تريد قوله فيما بعد. - كلمة فقط ... لا تقل لأحد ... فإني أنا جرحت نفسي خطأ.
अज्ञात पृष्ठ