ثم وقف في المركبة وقد سقط العنان من يده، وجمح الجواد، فانقلب فولون على دولاب المركبة وسقط على الأرض، واستمر الجواد على جموحه فكان ينطلق انطلاق السهم، وبوفور ممسك بحديد المركبة حذرا من أن يقع، وقد شعر بمادة تسيل من رأسه على وجهه فعرف أنها دم، وحسب أنه دم فولون، ولكنه أحس بألم شديد فعلم أنه جريح، وأن الرصاصتين اللتين أطلقتا من الغابة أصابت إحداهما فولون فقتلته وأصابته الثانية في رأسه فجرحته.
غير أنه لم يفتكر بنفسه، بل بصديقه، وحاول إيقاف الجواد الجامح فلم يستطع.
وقد التطمت المركبة بصخر فسقط بوفور منها وأصيب برضوض شديدة فأغمي عليه نحو خمس دقائق، حتى إذا استفاق وجد المركبة واقفة حيث اصطدمت، فصعد إليها وذهب بها إلى حيث كان صديقه فولون؛ فوجده ميتا لا حراك به.
وقد خطر له أن سبب الاعتداء قد يكون لمجرد السرقة؛ فإن فولون كان يحمل نحو نصف مليون فرنك، فبحث عن المحفظة المالية في المركبة حيث كانت بينهما على المقعد فلم يجدها، ثم بحث عنها بين الأدغال في مكان اصطدام المركبة فأيقن أن السارق القاتل قد ظفر بها وهرب.
ولم يكن يوجد أحد في تلك الغابة، وهي قريبة من قصر فولون، فأسرع بالمركبة إلى القصر وأخبر روبير بتلك النكبة، فذهب الاثنان يصحبهما بعض الخدم إلى مكان الحادثة وعادوا بالقتيل إلى القصر.
وكان أول ما فعله روبير بعد ذلك أنه أخبر النيابة برقيا بقتل أبيه فجاء القاضي يصحبه أحد أنفار البوليس.
وقد أرسل القاضي برقية إلى الدكتور جيرار أخبره فيها بقتل فولون، وسأله أن يوافيه إلى قصر القتيل لفحص الجثة ووضع التقرير، فعرفت عائلته بهذه النكبة، وكان وقعها عظيما عليها.
وقد وصل جيرار في الوقت المعين فعزى صديقه روبير تعزية صادقة، ثم انصرف إلى فحص القتيل.
وبعد ذلك ذهب الجميع إلى المكان الذي حدثت فيه الجناية وبحث القاضي بحثا دقيقا، فوجد في مكان قريب من المكان الذي وقعت فيه المركبة مسدسا ملقى على الأرض، فأخذه وفحصه، وجعل كلا من الحاضرين يفحصه إلى أن استلمه بوفور، فظهرت عليه علائم الانذهال وقال: إنه يشبه مسدسا موجودا عندي كل الشبه؛ حتى يقال إنه هو بعينه.
فنظر قاضي التحقيق نظرة منكرة إلى بوفور وقد خامره الريب، وخلا بمعاونه فقال له: أتعرف شيئا عن حالة بوفور؛ فقد رابني قوله إن مسدسه يشبه مسدس القاتل؟
अज्ञात पृष्ठ