मुस्तखरज
المستخرج من كتب الناس للتذكرة والمستطرف من أحوال الرجال للمعرفة
अन्वेषक
أ. د. عامر حسن صبري التَّميميُّ
प्रकाशक
وزارة العدل والشئون الإسلامية البحرين
शैलियों
مَعْبَدٍ، وغَزَواتُ النبىِّ ﷺ وسَرَايَاهُ، وأَسَامِي سِلَاحه، وأَسَامِي خُيُوله، وحِمَارِه، ونَاقَتِهِ، وذِكْرِ أَوْلَادِهِ، وكُتُبِهِ ﷺ، ووُفُودِ العَرَبِ عليه ﷺ، وكُتَّابِهِ ﷺ، والقَطَائِعِ والعَطَايا التِّي أَعْطَاهَا، وحَجَّةِ الوَدَاعِ، ووَفَاتَهِ ﷺ، وغَير ذَلِكَ.
ولا شَكَّ أنَّ دِرَاسَةَ السِّيرَةِ النَّبَويَّةِ ومَعْرِفَتِها لَيْسَ القَصْدُ مِنْها تَتَبُّعُ الأَحْدَاثِ التَّارِيْخِيَّةِ ووَقَائِعِها وتَدْوِينها، أو سَرْدُ جُمْلَةٍ مِنَ القَصَصِ والأَحْدَاثِ فَحَسْب، وإنَّمَا الغَرَضُ مِنْ دِرَاسَتِها تَكْوِينُ صُورَةٍ وَاقِعيَّةٍ للحَيَاةِ الإسْلَامِيَّةِ، مُتَجَسِّدَةً في حَيَاتهِ ﵊، حَيْثُ كانتْ سِيرتُهُ ﷺ تَرْجَمَةً عَمَلِيَّةً ووَاقِعيَّةً لِمَبَادِئ الإسْلَامِ وقَوَاعِدِه وأَحْكَامهِ، قالَ الإمامُ ابنُ كَثِيرِ (١): (وهَذا الفَنُّ -يَعْنِي المَغَازِي- مِمِّا يَنْبَغِي الاعْتِنَاءُ به، والاعْتِبَارُ بأَمْرِه، والتَّهيُّؤ لَهُ، كَمَا رَوَاهُ مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ الوَاقِديُّ عَنْ عَبْد اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ عَلِيٍّ عَنْ أَبيه، قال: سَمِعْتُ عَلِيَّ بنَ الحُسَيْنِ يَقُولُ: كُنَّا نُعَلَّمُ مَغَازِي النبيَّ ﷺ كَمَا نُعَلَّمُ السّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، قالَ الوَاقِديُّ: وسَمِعتُ مُحمَّدَ بنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمِّي الزّهْرِيَّ يَقُولُ في عِلْمِ المَغَازِي: عِلْمُ الآخِرَةِ والدُّنيا).
ولأَجْلِ هَذِه الأَهمِّيةِ بالسِّيرَةِ النَّبَويَّةِ فقدْ عَنِيت الأُمَّةُ بِها عنَايةً فَائِقَةً، واشْتَغَلتْ بِها مُنْذُ القَرْنِ الأَوَّلِ، وأَوَّلُ مَنْ صنَّفَ فِيها: عُرْوَةُ بنُ الزَّبَيْرِ (ت ٩٤)، ثُمَّ أَبَانُ بنُ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ (ت ١٠٥)، ووَهْبُ بنُ مُنَبِّه (تُوفيِّ سنةَ بِضْعَ عَشرَةَ ومَائةٍ)، وشُرَحْبِيلُ بنُ سَعْدٍ (ت ١٢٣)، وعَبْدُ اللهِ بنُ أَبي بَكْرِ بنِ حَزْمٍ (تُوفيِّ بعد سنة ١٢٠)، وعَاصِمُ بنُ عُمَرَ بنِ قُتَادةَ (تُوفيِّ بعد ١٢٤)، ومُحمَّدُ بنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ
_________
(١) البداية والنهاية ٥/ ٢١.
المقدمة / 114