العلمي المشرف على الثورة، كما كانت داره ملتقى لزعمائها.
وبعد القضاء على الثورة اعتقل مع من اعتقلوا من قادتها وحكم عليهم المجلس العرفي الانكليزي احكاما مختلفة بالأعدام والسجن لمدد طويلة، ثم نقلوا جميعا إلى مدينتي الحلة وطويريج وظلوا في السجن أكثر من ستة أشهر.
وفي 22 رمضان سنة 1339 أعلن المندوب السامي البريطاني بعد عودته من مؤتمر القاهرة العفو العام عن المشتركين في الثورة، فعاد المترجم إلى كربلا.
ترك من المؤلفات: 1 - المدينة الفاضلة في الإسلام جزءان مطبوعان 2 - الأجوبة الحائرية على الأسئلة البغدادية 3 - كتاب في تاريخ الاسلام وغير ذلك.
الشيخ حسين معتوق توفي سنة 1401 في مطالع الشيخوخة.
درس دراسته الأولى في جبل عامل ثم أتمها في النجف الأشرف وعاد إلى لبنان فسكن في (الغبيري) من ضواحي بيروت وبنى فيها مسجدا كان يقيم فيه الجمعة والجماعة ويعظ الناس ويرشدهم، وكان وكيلا لأحد مراجع النجف.
له كتاب المحاضرات الدينية وله شعر أيام كان طالبا في النجف.
منه:
(أمن العدل أنهم يوم بانوا ايقظوا جفني القريح وناموا) روعوني وما رعوا لي ذماما * في نواهم وللمحب ذمام تركوا مهجتي تذوب وقلبي * ملؤه لوعة بهم وغرام لا عليهم فهم هنا بفؤادي * حيث كانوا ترحلوا أم أقاموا وحد الحب بيننا فغدونا * روح حب تضمها أجسام لا نبالي بما جنته الليالي * وأتت فيه بيننا الأيام وإذا صح في النفوس وداد * فسواء ترحل ومقام وإذا خالط الوداد رياء * فعلى الحب والوداد السلام خسرت صفقة المحب إذا ما * لعبت في وفائه الأوهام تارة يحكم الولاء وأخرى * تفصم الود في يديه سهام يا احباي قد طوينا عتابا * ليس تسطيع نشره الأقلام وكتمنا عن المسامع لوما * حذرا ان تذيعه اللوام وحفظنا لكم حقوق إخاء * وكذا تحفظ الحقوق الكرام ومنه:
هيهات أن يتسلى القلب بعدكم * والبعد يقدح أزناد الأسى فيه إن مال للصبر عنكم لحظة بعثت * ذكراكم لوعة الأشواق توريه خط الغرام لكم فيه سطور صفا * فأنتم حيث كنتم في محانيه دروس حب قرأناها على صغر * والحب مرآته أفكار قاريه إذا سرى نسيم من نحوكم صعدت * أنفاس أحشائنا الحرى تحييه يحلو لنا ذكركم ما مر ذكركم * فألسن الحب لا تنفك ترويه نظل فيكم حيارى لا يجف لنا * دمع ترقرقه الذكرى وتجريه لولا تعللنا في قربكم زمنا * قضى علينا النوى ما بين أيديه يا جيرة الحي هل بعد الفراق لقا * يفوز كل محب في أمانيه نسيتم حين كان الحب يجمعنا * في جانب الحي من شرقي واديه حيث الهزار يغنينا فيطربنا بين الأزاهير في أحلى أغانيه وأكؤس الراح تجلى بيننا علنا * في كف أهيف يحكيها وتحكيه ننظم الشعر في أسلاكه دررا * تجلو ظلام الأسى عنا دراريه ما أبدع الشعر لو ألفاظه عذبت * وما أحيلاه لو رقت معانيه يدق في القلب ناقوس السرور إذا * ما أتقنت صنعه أفكار منشيه ما الشعر تسطير ألفاظ معقدة * ما أبعد الشعر عمن ليس يدريه آليت ارسل أفكاري تنظمه * إلا إلى الوطن المحبوب أهديه يا موطنا عاث فيه الجور فانبعثت * هذي الجفون بقاني الدمع تبكيه جارت عليه الليالي في تصرفها * فأسلمته إلى أيدي أعاديه أزهار روضاته مال الذبول بها * حزنا عليه كما جفت مجاريه هل ينفح العدل فيه نفحة فعسى * تربو وتهتز بالبشرى مغانيه يا أيها الوطن المحبوب نار أسى * عليك في القلب لا تنفك تذكيه أبو نواس الحسن بن هاني مرت ترجمته في الصفحة 331 من المجلد الخامس ونزيد عليها هنا ما يلي مكتوبا بقلم الدكتور حسين مروة:
لا ندري: من أين اندست في تراث الأدب العربي هذه الدسيسة التي شاءت، أو شاءها ناس، ان تذهب في تاريخنا الأدبي، فتصم كل ذي شأن كبير من شخصيات هذا التاريخ المكتنز الخصيب بوصمة " الشعوبية "، لتضعه في مكان يخرجه من مكانه الأصيل في تراثنا وتاريخنا معا، فإذا بنا كلما أوغلنا في هذه الكنوز الأدبية أو الفكرية التي أورثتنا إياها عصورنا الذهبية، وجدنا " الدسيسة " الخبيثة تنتقي جواهر متألقة من هذه الكنوز، ثم تفردها ناحية، لتقول عنها، واحدة واحدة:
- كلا... هذه ليست جوهرة عربية... هذه دخيلة غريبة... هذه " شعوبية "!...
من أراد هذه " الدسيسة " الخبيثة بتراثنا الأدبي والفكري؟...
هل أرادها ناس عرب مخلصون لقومهم ولتراثهم الثقافي، قصد ان يظهروه عربيا خالصا نقيا من الشوائب، فجهلوا الوسيلة، وأساءوا إلى التراث بخدعة من الخدع أخرجت من كنوزه تلك الجواهر الثمينة؟
أم أرادها ناس آخرون لم يكونوا مخلصين لثقافة العرب وحضارتهم، فقصدوا إلى هذه الخدعة عن وعي وعمد، ليعطلوا جيد ثقافتنا وحضارتنا من روائع البدع الفكرية والأدبية التي صنعها العقل العربي بأداة عربية خالصة، هي اللغة وأسلوبها وعبقرية تعبيرها؟...
يغلب في ظني، وأكاد أقول في يقيني، ان الذي دس الدسيسة هذه، هو إلى العدو أقرب منه إلى الصديق، وان المسألة في مصدرها التاريخي انما ترجع إلى ناس أرادوها تحريفا لمفهوم الثقافة القومية، ليكون ذلك سبيلا إلى تحريف تاريخنا الثقافي ذاته، وتشويهه، والانتقاص من قيمته، فإذا هم يفردون عددا من اعلامه واحدا بعد واحد، ويفردون نتاج عبقرياتهم في معزل عن تراثنا الأصيل، بزعم أنهم " شعوبيون "، حتى يقفوا بنا أمام هذا التراث وهو خلو من بدائع الأدب والفكر التي أبدعها أولئك الأعلام في أزهى أيامه وأخصب عهوده... ثم ما لبثت الدسيسة تسري متنقلة في كتب التاريخ والسير حتى وصلت إلى أجيالنا المتأخرة وإلى جيلنا المعاصر بالذات، فإذا بنا نأخذها أخذ المسلمات أو الحقائق الثابتة، دون مناقشة، أو محض شك!...
مثلا:
بشار بن برد... " شعوبي "!...
पृष्ठ 36