74

मुश्किलात माका ग़ुरबा

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

शैलियों

وتقول إيزابيلا، إذ تتوسل إلى نائب الملك القاسي ليبقي على حياة أخيها: «إن كان مكانك وكنت أنت مكانه لزللت مثله ...» (2، 2: 64-65)، وهذه حجة بعيدة عن كونها دامغة، فكل ما تثبته هو أنه إن كان أنجيلو محل كلاوديو لتصرف مثل كلاوديو. وإن طبقنا هذه الرؤية على مستوى أبعد، فسيكون كل فرد مقياس نفسه، وهو موقف مستبد على طريقته بقدر عدالة أنجيلو التي لا ترحم. فكون الإنسان قانون نفسه يوازي الخلط بين الألفاظ («محترم» ب «متهم» وغير ذلك) الذي تفعله الشخصية الكوميدية الفرعية إلبو، فالخلط بين الألفاظ نوع من اللغة الخاصة التي تقرر أنت فيها ما تعنيه، تماما مثلما يعني المقابل الإنجليزي لكلمة امتياز (

) «قانونا خاصا»، وهو وضع فوضوي يصبح فيه كل فرد القانون الخاص بنفسه.

وتأخذ إيزابيلا نفسها اتجاها استبداديا في قولها: «الحقيقة تظل الحقيقة إلى آخر مدى» (5، 1: 45-46)؛ في الحقيقة، إن هذه هي المرة الوحيدة التي تشبه فيها للمفارقة أنجيلو الذي تمقت حكمه على أخيها. لكنها تجبر مع اشتداد الجدال على تبني رؤية للعدالة أكثر استنادا للسياق وهو ما توضحه بمثال لغوي: «وما نعتبره كلمة غضبى إذا قاله القائد، نعده إلحادا وزندقة إذا قاله الجندي» (2، 2: 130-131). وهي تقصد أن القانون ينبغي أن يراعي تغير السياق كما تراعيه اللغة. ربما ينبغي له ذلك؛ لكن الخطر في هذه الحالة - إن حدثت المبالغة - هو أن ينتهي بنا الحال مثل إلبو، نشرع لأنفسنا معاني متضاربة لكلماتنا. إن العلاقة بين استخدامين مختلفين للفظ الواحد عند شكسبير نفسه يشبه العلاقة بين الهوية واللاهوية المتزامنتين، التي تربط بين الدوق ونائبه أنجيلو. فهي ليست مجرد قضية اختلاف كما تقول إيزابيلا. وتبرز بعض الصور المجازية العابرة في المسرحية التي تطعم التعليقات العابرة والصور الخيالية الجانبية مفهوم الثبات أو التناسق، وهو ما يمكن تمييزه مع ذلك عن الهوية الذاتية الصارمة.

إن الحالة التي تتلمسها إيزابيلا هي أننا من وجه ما نتبادل أماكننا بسبب نقصنا الأخلاقي المشترك؛ فثمة مساواة في الإنسانية البحتة مثلما هناك مساواة في القانون المجرد. فإن كان كل إنسان يدين جميع من سواه في دائرة لا تنتهي، فلماذا لا ننقض هذه الاتهامات المتبادلة التي لا طائل منها بالتسامح، فنكسر هذه الدائرة وندشن نظاما أخلاقيا من نوع جديد؟ إلا أن أنجيلو صد هذه الخطوة بشيء له منطقه الخاص، فيخبر إيزابيلا أنه إن كان مكان كلاوديو فسيتوقع أن يعامل بنفس القسوة:

إنك لا ينبغي أن تلتمس العذر لجريمته

بأن لدي مثلها، الأخلق بك أن تقول:

إنني، أنا الذي أصدرت الحكم، حين أرتكب جريمة مثلها،

علي أن أجعل ذلك الحكم الذي أصدرته يقرر إعدامي،

ولا يسمح بالمحاباة. (2، 1: 27-31)

إن تلك هي النتيجة الحتمية لمعاملة الآخرين بما تحب أن يعاملوك به، فضعفي الأخلاقي لا يمنعني من الحكم على العمل المشين أخلاقيا عند الآخرين، مثلما لا يمنعني عجزي عن الغناء من أن أعرف الغناء الرائع عندما أسمعه.

अज्ञात पृष्ठ