मुश्किलात माका ग़ुरबा

कब्द रहमान मजदी d. 1450 AH
6

मुश्किलात माका ग़ुरबा

مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق

शैलियों

إن فكرة هذا الكتاب مباشرة إلى حد كبير، وهي تتلخص في فرضية ترى أن معظم النظريات الأخلاقية يمكن تصنيفها ضمن أحد نظم أو مستويات التحليل النفسي الثلاثة لجاك لاكان؛ الخيالي والرمزي والواقعي، أو مزيج ما من الثلاثة. وباستخدام هذه النظم على نطاق أوسع نسبيا، أحاول تحديد نقاط القوة والضعف في كل من نظريات الفكر الأخلاقي هذه، ومقارنتها بالجانب الأخلاقي الأكثر ثراء في نظري للاشتراكية والعقيدة اليهودية المسيحية.

سينزعج بعض أصدقائي وقرائي لرؤيتي أضيع وقتي مرة أخرى في تناول اللاهوت. صحيح أن الدين ثبت أنه من أكثر المنظومات المضرة بالعقل في تاريخ البشرية، إلا أن ذلك السرد الجدير بالازدراء عن الاضطهاد والخرافة مستبعد من نسخة المسيحية المطروحة في هذا الكتاب. ومن مفارقات عصرنا أنه بينما يغذي الدين أشكالا مختلفة ومقيتة من الأصولية الدينية، فقد أفرز كذلك تيارا من الفكر اللاهوتي الراديكالي؛ تيارا يمثل - للمفارقة - أحد الجيوب القليلة الباقية للفكر المادي في هذه الأيام المضطربة سياسيا، ويعد في الغالب أكثر تمردا في تداعياته السياسية من معظم الفكر العلماني اليساري. وربما من المحزن في هذه الأيام أن يكون علم الدين - دون غيره - هو ما ينبغي أن نلتفت إليه فيما يخص مثل تلك الأفكار التي تقلب الموازين؛ لكن لا داعي لأن نرفض الدين كلية بسبب سلبياته.

يقول لودفيج فتجنشتاين: «إن أتيح لرجل أن يؤلف كتابا في الأخلاق يكون بحق كتابا عن الأخلاق، فسينسف هذا الكتاب كل ما عداه من الكتب في العالم نسفا.»

1

يؤلمني أن أقول إنني عندما رفعت عيناي عن آخر جملة كتبتها في كتابي هذا، ظلت المراجع الموجودة في أرفف مكتبتي حول نفس الموضوع لم يمسسها سوء. وأثق مع ذلك أن هذا العمل يقدم إسهاما جديدا في تناول نظرية الأخلاق، حتى وإن كان السبب هو أن قليلا من تلك الأعمال يتناول كلا من هيوم وليفيناس، وبيرك وباديو. وآمل ألا يعجب الكتاب الفلاسفة الأنجلوساكسونيين بسبب أخذه الباريسيين على محمل الجد، وأن يزدريه الباريسيون بسبب عثوره على بعض الجوانب القيمة في الفكر الإنجليزي. وكما هو الحال دوما، أنقذني أساتذتي في الفلسفة، بيتر ديوز وسايمون كريتشلي وبيتر سيجويك وسلافوي جيجك، باعتباري رجلا مبتدئا في هذا المجال، من بعض زلاتي وأخطائي المعتادة، وأنا أقدر لطفهم وما تحملوه من عناء في سبيل ذلك.

وفي حال ظن أي شخص أن كبار الكتاب في مجال الأخلاق الذين تثار حولهم الشكوك فيما يتعلق بأخلاقهم، هم وحدهم المخولون بالكتابة عن الأخلاق، فلا يسعني سوى أن أستحضر تعليقات ماركس على أعماله - بعد إدخال التعديلات اللازمة - عندما قال إنه لم يكتب رجل عن المال بقدر ما كتب هو، ونال من المال أقل مما نال هو.

تيري إيجلتون

دبلن، 2007

هوامش

الجزء

अज्ञात पृष्ठ