मुश्किलात माका ग़ुरबा
مشكلات مع الغرباء: دراسة في فلسفة الأخلاق
शैलियों
ويرى توماس بارتليت أن «من بين السمات المميزة للحياة الريفية الأيرلندية، بدءا من العقد السابع للقرن الثامن عشر، كان بروز ظاهرة النزعة الاجتماعية، والضغط المتزايد للاندماج الاجتماعي لأغراض متنوعة.»
34
وأدت النظرية السياسة القائمة على العاطفة، والمعروفة بالقومية، دورا محوريا في هذا التضامن الريفي؛ حيث طوع المنشقون السريون المسلحون الحانات والأعياد والحانات غير المرخصة والمعارض والأسواق وتقاطعات الطرق لخدمة أهدافهم الهدامة.
قد يزعم أحدهم أن الخير والحس الأخلاقي يمثلان نوعا من المجتمع القائم على الروابط الشخصية للروح التي لا تزال تترعرع في مجتمع الحياة التجارية اليومية القائم على الروابط الرسمية. فعلى أي حال، كانت الحياة في مقاطعة كيري أو أبردينشير النائية نوعا ما أمرا مجهول الإدارة أقل عقلانية من نظيرتها في العاصمة الإنجليزية. يقول آلاسدير ماكنتاير: إن إيمان عصر التنوير في اسكتلندا بوجود مخزون من المبادئ الأولى البديهية له أصل في النبع المشترك للمعتقدات المسلم بها في الأنظمة الاجتماعية فيما قبل الحداثة.
35
فالمجتمع الإنساني عند المنورين الاسكتلنديين شيء طبيعي بالنسبة للأفراد، فهو يعد امتدادا لقرابة الأهل، وهو معتقد مقبول بدرجة كافية في المجتمعات التي تكون العلاقات الشخصية والجنسية والاجتماعية والاقتصادية فيها أصعب في التمييز منها في المناطق الحديثة؛ فالزواج والنشاط الجنسي مثلا لا يزالان مرتبطان في مثل هذه الأحوال بالممتلكات والقدرة على العمل والمهر والمعتقد الديني والميراث والهجرة والرفاهة الاجتماعية. وربما السبب في ذلك أن الأسرة في أيرلندا لم تكن منعزلة تماما عن المجتمع بحيث استطاعت رموز مثل بيرك - الذي التحق بمدرسة ريفية بسيطة في مقاطعة كورك في صغره - تقديمها باعتبارها صورة للوحدة القومية إلى إنجلترا التي كانت ترعبها فكرة الثورة. ومن هذا المنطلق صار المجتمع الغيلي القائم على الروابط الشخصية يخدم أهدافا مدنية.
ليس غريبا إذن أن ثقافة الإحساس ينبغي أن تتسرب إلى الأمة الاستعمارية بصفة أكبر من تخومها الأقل حداثة؛ فالإنجليز - كما في حماسهم غير العادي لكلمات توماس مور المعسولة - يستحضرون الشعور الحزين أو المشوق أو السوداوي من امتداداتهم الاستعمارية؛ حيث يوجد فعلا الكثير مما يسبب الشعور بالسوداوية. قد تكون فكرة الالتزامات غير المكتوبة طريقة لوصف حقوق المستأجرين مثلا في أيرلندا في القرن الثامن عشر؛ لكنها تساعد كذلك على تصوير الأفكار الأخلاقية للمدرسة العاطفية التي تكمن القوانين بالنسبة لها في آداب الشعور وأساليبه، ولا تحتاج للتصريح الفظ بها. وكذلك الحال بدرجة كبيرة عند شافتسبري الذي كان يحارب - باعتباره أرستقراطيا ينتمي للتقليد الأفلاطوني الجديد - الانحطاط الأخلاقي للإنسان البرجوازي. وفي ظل اتصاله بهتشسون، يتحد الشريف الإنجليزي مع الغريب الغيلي معا في جبهة واحدة ضد أيديولوجيات العقلانية منعدمة الشعور، مثلما كان أوسكار وايلد نبيلا إنجليزيا وغريبا غيليا في جسد واحد.
كان أعظم فلاسفة القرن الثامن عشر الأيرلنديين، الأسقف بيركلي، إنجليزيا أيرلنديا وليس غيليا أيرلنديا؛ إلا أن فكره يدين بصورة شبه مؤكدة لعالم الميثولوجيا السلتية، برؤيتها للكون على أنه نوع من الخطاب الروحي العظيم ومجموعة من القوى أو التجليات التي يعرف بها الرب نفسه لمخلوقاته من خلال الإشارات والصور. وقد كتب بيركلي: «إن ظواهر الطبيعة لا تقتصر على كونها آية رائعة، بل تمثل أيضا خطابا يتسم بأقصى درجات الوضوح والإمتاع والتوجيه ...»
36
فنحن باكتشافنا للعلاقات بين الأسباب والنتائج مثلا نتعلم لغة الطبيعة، فالكون كله نوع من الإشارة السيميائية الإلهية، فالأشياء في نظر بيركلي دالة على الرب، وشأنها شأن أي لغة فهي لا تسكن إلا في إدراك الإنسان؛ فهي تتحد في طور خيالي مع حضورها أمام مدركيها؛ فالشيء والدال عنده متطابقان، مثلما يوجد اتحاد بين الدال والمدلول في النظام الخيالي.
अज्ञात पृष्ठ