قبل جيمي جبهة مربي النحل، ثم رفع إلى شفتيه يدي الرجل العليل النحيلتين، واستدار، ليغادر الحجرة بهدوء. وبينما هو ذاهب، مر بوعاء أزرق جميل امتلأ حتى فاض بالمزيد من الورود الصفراء التي لم يرها تنبت إلا في حديقة مارجريت كاميرون.
طوال الطريق إلى المنزل ظل جيمي مستغرقا في التفكير. هل سيصبح سيد النحل قادرا يوما ما على العودة إلى المنزل بواجهته البهية المقابلة للطريق، والحديقة الساحرة المطلة على البحر؟ هل سيجلس مرة أخرى على الإطلاق على كرسيه الكبير بجانب المدفأة ويقرأ كتبه المفضلة؟ أدرك جيمي أنه لم ينتظر الوصول إلى المنزل وجانب فراش سيد النحل حتى يتقدم برجائه. فقد راح يتضرع إلى الله بينما يستقل الترام وسط الشوارع المضطربة للمدينة، المزدحمة على الجانبين بأناس مشغولين بشئون الحياة، ليمنح ولو مهلة قصيرة للرجل الذي ما لبث أن دأب على تبجيله.
وبعد أن غادر الترام سار على مهل صاعدا الطريق المؤدي إلى منزل سيد النحل. دخل المنزل ووقف دقيقة دون حراك، ثم سار نحو الهاتف، واختار من قائمة أعدها الرقم الذي كان الكشافة الصغير قد أعطاه إياه. وحين اتصل به، أجابه صوت امرأة عذب وحلو.
عندئذ قال جيمي: «أنا جيمس ماكفارلين من منحل سييرا مادري. هل قائد الكشافة موجود؟»
فجاءه الرد: «غير موجود الآن.»
فسألها جيمي وقال: «هلا حرصت على إبلاغه بهذه الرسالة؟ لقد ذهبت إلى المستشفى في زيارة إلى سيد النحل. وإنه يتوق لرؤية مساعده الصغير. وطلب مني أن يزوره السبت القادم تحديدا. ورأيت أنه من الأفضل أن أخبرك بالأمر قبل إعداد العدة مع الفتيان لإقامة رحلة استكشافية أو جولة من نوع ما.»
قال الصوت على الطرف الآخر من الخط: «نعم، إنها فكرة حسنة. سأدون الرسالة وسأحرص على أن تصله. أود أن أعلم كيف حال سيد النحل.»
فقال جيمي: «يصعب وصف حاله. فإنه يبدو في غاية الوهن حتى إن أي تيار هواء شديد يأتي من النافذة التي بجانبه قد يجهز عليه.»
فأجابه الصوت الرقيق وقال: «يا للأسف. شيء مؤسف جدا. إن الأطفال يحبونه حبا جما. الكل يعلم أنه من صنف الرجال الكرام.»
قال جيمي: «أجل، هذا ما أراه أنا أيضا. فإن منزله هذا، ومكتبته، وحجرته، والصور المعلقة على جدرانه، والأثاث الذي يستخدمه، كل شيء يدل على أنه غاية في الرقي.»
अज्ञात पृष्ठ