فقال الصغير: «إنك كذلك، وربما ما كنت لتكون هنا لو لم يسمح سيد النحل بذلك، وأيا كان ما يأمر به، ينفذ!»
مع قوله «ينفذ» مد يديه على مستوى خصره ملوحا بهما في حركة تأكيدية معبرة بدقة متناهية.
قال جيمي: «يسرني أنك تعتقد أنني سأفلح في المهمة.»
قال الشخص الصغير: «لم يتح لي وقت للتفكير في أي شيء.» وتابع: «لست متقد الذهن. ولا أستطيع التفكير سريعا. ما دام سيد النحل قد طلب منك المجيء إلى هنا والبقاء هنا، فلا بد أن تأتي ولا بد أن تبقى، ولا بد أن تفلح في عملك. هذا جل ما في الأمر. إنني مساعد سيد النحل. وكما تراني. إنني طفل! الأمر واضح كالشمس!»
ابتسم جيمي، وحين يبتسم جيمي، وهو شيء ليس كثير الحدوث بالمرة، تتراقص نقاط صغيرة من الضوء في عينيه، ويتمدد جلده على وجهه النحيف وتختلج شفتاه؛ مما يعطيه جاذبية لم تفقد تأثيرها حتى الآن. تقدم الطفل خطوة ووضع يده على ذراع جيمي فيما ارتسمت ابتسامة مشاكسة على الملامح الصغيرة. وانطلق صوبه بالسؤال فجأة. «هل رأيتني وأنا أدور؟»
هز جيمي رأسه بالإيجاب. «هل أحسنت أداء الحركة؟»
فقال جيمي: «أعتقد أنك أديتها ببراعة.»
قال الشخص الصغير: «نضطر إلى القيام بتلك الأشياء البغيضة في المدرسة. إنها هراء! لكنني أتدرب عليها، حين أذهب إلى مكان أشعر فيه أنني بمفردي. أعتقد أنني أؤديها بصورة أفضل على صوت النحل والأمواج أكثر من أي شيء آخر. إنها سخيفة حتما. ليت بإمكانك أن ترى بيل السمين الطيب وهو يدور! لكن حين تجعلك مدرستك تقوم بها، فمن الأفضل أن تظل تثابر باستمرار حتى تؤدي الحركة أفضل من زملائك .»
قال جيمي: «هذا منطق سليم.» وتابع: «إذا مضيت في الحياة وفي رأسك مبدأ من هذا القبيل و«ظللت تثابر باستمرار»، فلا يمكن أن ينتهي بك المطاف إلا على القمة.»
قال الشخص الصغير بعفوية: «هكذا تصورت الأمر». وأضاف: «وقد تعلمت، على ما أنا فيه من ضآلة حجمي وصغر سني الآن، أنني لا يمكن أن أكون قائد فريق كشافة وزعيم وكر اللصوص والمساعد الأول لسيد النحل إلا إذا ثابرت واجتهدت.»
अज्ञात पृष्ठ