خاطبها جيمي بصرامة، وقد خشن صوته من الانفعال: «أصغي إلي!» وتابع: «أصغي إلي، يا عزيزتي! لقد أخطأت من البداية لأنك لم تحبي ما تفعله الفتيات، فظللت ترافقين الفتيان حتى صرت بلا هوية أنت نفسك. وما الذي جنيته من ذلك؟ الإحراج وخيبة الرجاء وجسد منهك. لا يجدر بك أن تظني أنك الفتاة الوحيدة من نوعك في العالم. لا تظني أنه لا يوجد أخريات كثيرات لا يروق لهن البقاء في المنزل والقيام بالأشياء الواجب على الفتيات القيام بها. لا تظني أنه لتصبحي قائدة كشافة يجب أن تكوني قائدة لمجموعة من الفتيان. سحقا لهم!»
نهض جيمي.
وقال: «ادخلي معي إلى المنزل.» وتابع: «سوف أنظفك وآخذك إلى أمك، وسوف تلبسك بعض الملابس المناسبة لنخرج وحدنا اليوم. سوف نذهب إلى مكان سيروق لك. سنفعل شيئا ترغبين فيه أكثر من أي شيء في العالم. وسأخبرك هنا في التو ماذا نحن فاعلان. سنذهب لنأتي لك بأفضل حصان صغير مشى على الأرض يوما! ظللت أبحث عنه وأنشر إعلانات في الصحف، حتى عثرت عليه. وقد حصلت عليه، وهو جاهز تماما من أجلك. إنما كنت سأنتظر بضعة أيام لأنني قد طلبت بعض الأخشاب. إذ كنت أنوي بناء إسطبل على الجزء الخاص بك حيث لا يجاوره أحد. كان جون كاري سيأتي غدا ليساعدني، وكنت بعد أن أفرغ منه سآتي بالحصان الصغير هناك لأفاجئك، لكن بإمكانه أن ينتظر الإسطبل. فسوف نذهب ونحضره اليوم.»
أفلتت فتاة الكشافة الصغيرة من بين ذراعي جيمي ووقفت أمامه. ومدت يدها طلبا للمنديل الذي بات ملكية مشتركة لهما. حيث قدمه جيمي واستخدمته فتاة الكشافة الصغيرة. «حصان حقيقي، حصان جميل، حصان خاص بي وحدي لا يمتطيه أحد غيري؟»
فأجابها جيمي، مستعدا لأن يعد بأي شيء في العالم: «أجل، أجل.» «هل بإمكاننا أن نشتريه، بإمكاننا أن نشتريه اليوم؟»
قال جيمي، وهو ما زال مستعدا للوصول إلى أقصى حد من الوعود: «نعم.»
قالت فتاة الكشافة الصغيرة: «يا للروعة!» ثم أضافت: «لن ألقي بنفسي في التيار إذن. ولن أكترث عندئذ لما يقوله بيل السمين الطيب والطفل المطيع وذو الوجه الملائكي. إن أراد أي منهم الحصول على سيف القيادة وكل شاراتها، فليحصلوا عليه. فليحصلوا على كهف اللصوص ووكر قطاع الطريق، وليستولوا على معركة الهنود. أما أنا فسأذهب معك، وسأحصل على حصاني.»
قال جيمي: «ستحصلين على حصانك بكل تأكيد!» وتابع: «سأتجول معك، وسنرى ما في الوديان وما قد نجده فيثير اهتمامك بالخلاء، ولتعلمي أنك إذا خرجت للاستكشاف، فستجدين معسكرات للفتيات حيث يقمن بكل حيل الكشافة التي يفعلها الصبية، ولا أشك أنهن يفعلن بعضا منها على نحو أفضل حتى!»
انتصبت قامة قائد الكشافة السابق وأخذت نفسا عميقا. «هل تعتقد ذلك يا جيمي، هل تعتقد بأمانة أنهن يفعلنها أفضل منهم؟»
قال جيمي: «أراهنك بربع دولار أنهن يستطعن!» وأضاف: «سأعرف أين مواقعهن، وسوف أذهب معك وسنرى. لكنني أراهنك بربع دولار أن أولئك الفتيات يستطعن إشعال النار بالطريقة الصحيحة ويجعلن الشرر يتطاير أسرع، أراهن أنهن يستطعن إقامة الخيام، ويفعلن أي شيء يردنه، ويفعلنه أسرع من فتيان الكشافة أولئك الذين كنت تتدربين معهم على أي حال. وما كنت لأتعامل مع أولئك الكشافة المستقلين. إنهم مثل الخارجين عن القانون. وكنت سأبتعد عن أولئك الفتية تماما!» ثم تجاسر مربي النحل أكثر وقال: «كنت سأبتعد عنهم، يا جين. ولو كنت مكانك، كنت سأرى أين أجد فتيات من جنسي وأصاحب من هم من نوعي، ولا أشك أنك مع التدريب الذي حصلت عليه والحيل التي كنت تؤدينها ستستطيعين الترقي حتى تصبحي القائدة ربما خلال ستة أشهر. ستستطيعين أن تفعلي شيئا ليس هو باللهو وإنما شيء حقيقي، أنشطة كشافة مفيدة، شيء تتقدمين به للأمام. ستستطيعين التدرب حتى يصبح بإمكانك المساعدة في إطفاء حرائق الجبال، أو العثور على طفل مفقود، أو فعل شيء جيد ومفيد، وليس مجرد لهو. وسيصبح لديك حصان تستطيعين اصطحابه وامتطاءه. وأنا نفسي أجيد ركوب الخيل بعض الشيء. ولا توجد مهارة من مهارات ركوب الخيل لا أستطيع تعليمك إياها.»
अज्ञात पृष्ठ