قفز الكشافة الصغير من فوق الدواسة الجانبية وفتح الباب، فدخلت امرأة بدت لجيمي بالشكل الذي يجدر بأي امرأة أن تبدو عليه حتى تكون في أفضل صورة، صورة مشرقة بوافر الصحة. رأس بخصلات ملتفة من الشعر البني الذهبي الناعم، قصر ليصبح مريحا، وملابس عملية، مهندمة وجميلة، بالغة الأناقة من ناحية حياكتها. وبخفة عبرت الحديقة، ودخلت من البوابة وسارت الممشى ذاهبة إلى جيمي، والكشافة الصغير يهرول أمامها. ثم انفتح الباب السلكي وتراجع جيمي، بينما انطلق منه الكشافة الصغير. «هذا هو جيمي يا أماه!»
انحنى جيمي لتحيتها على أفضل نحو ممكن ووقف ليخضع للفحص. فخضع له. كان فحصا دقيقا وثاقبا لكن ليس طويلا لدرجة مهينة. ثم امتدت نحوه يد راسخة.
تحدث الصوت الذي عرف فيه جيمي ذلك الذي سمعه مرارا على الهاتف: «كنت أنوي المجيء منذ وقت طويل. لكنني كنت مشغولة إلى حد ما بصغيري جيمي، وأميرة دنماركية ترأست مطبخنا، وانتظام الأطفال في المدرسة. أعتقد أنني افترضت أنه من البديهي أن يكون أي شخص يتركه سيد النحل ليتولى مسئولية المكان سيكون صالحا، ومن ثم لم آت لأتعرف عليك كما كان يجدر بي. لكن لا شك أن الكشافة الصغير كان معينا لك.»
تصادف أن عيني جيمي كانت على وجه الكشافة الصغير عند استخدام التعبير، وقد رأى زفرة ارتياح عميقة تفلت من شفتي الطفل. ثم على نحو مسرع ذهبت وراءه المرأة التي كان الكشافة الصغير قد دعاها «أماه». وجثت على ركبتيها أمام الأريكة. ثم رفعت الغطاء وضحكت برقة. وكان وجهها الذي رفعته نحو جيمي جميلا، وجها أشبه بمريم العذراء، وجه امرأة خلقت من أجل الأمومة.
وقالت له: «يؤسفني أن طفلك كلف أمه حياتها. إنني آسفة. لكن لا بد أن أهنئك على الطفل نفسه. سوف تجد فيه ما يعوضك. إنه طفل جميل، طفل غاية في الجمال!»
واندست اليدان الماهرتان، المتألقتان بخواتم لامعة، أسفل الطفل وحملته، وجلست الأم التي لديها نزعة أصيلة لأن تصبح أما لأي طفل، لكل الأطفال الذين يحتاجون إليها، على مقعد سيد النحل لتكون أول من يشغله منذ وفاته، ورفعت الطفل وضمته إلى صدرها ووجهها، وضحكت له وقالت له كلمات حلوة صغيرة لا معنى لها البتة، ومدحته وانحنت عليه واحتضنته، ثم توقفت ونظرت إلى جيمي.
ثم قال الصوت الرقيق: «لم أكن أعرف أنك متزوج.»
فقال جيمي: «أنا نفسي كنت لا أكاد أعرف. كان زواجا سريعا جدا بسبب ظروف ربما أشرحها لك يوما ما. لقد كنت خارج البلاد وعدت بإصابة، وهناك أسباب لعدم بقائنا معا لمدة طويلة. إنني مصدوم لدرجة تفوق الوصف لموت أم الطفل. فلم أتخيل قط أن يقع شيء من هذا القبيل، وكنت معتمدا على مارجريت كاميرون. لم أكن أعلم أن الطفل قد ولد حتى هاتفوني من المستشفى. فقررت أن أبقى مع الطفل وأترك أسرة أمه تتولى أمرها. لم يكن باستطاعتي أن أترك الحديقة، وكنت واثقا من وجود مارجريت لمساعدتي، لكنني عدت لأجد أنها تلقت اتصالا للذهاب في رحلة ما، فذهبت فجأة. وقبل أن أدرك ما الذي يفعله الكشافة الصغير، كان قد اتصل بك. أخشى أنني ألقي عليك عبئا فاق كل الحدود.»
لكن الوجه الذي لقي وجه جيمي كان ضاحكا.
وقالت السيدة ميريديث: «لا تقلق من تلك الناحية.» وتابعت: «إنني على استعداد لمنح بضعة أيام من أجل طفل جميل يدعى جيمي. سيكون الأمر أشبه بولادة طفلي من جديد. لست بحاجة إلى القلق مطلقا. هل لديك ملابس من أجله؟»
अज्ञात पृष्ठ