«ومن أراد شرح ذلك كله فليراجع «منية المريد»؛ فإنه قد استوفى المقال واستقصى الحال جزاه الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيرا» (1).
وكتب صدر المتألهين (قده) في شرحه لاصول الكافي بعد ذكره لموارد من آداب المتعلم يقول:
«فهذه ست وظائف من وظائف الطالب المتعلم، خصصناها بالذكر؛ فإن لكل من المعلم والمتعلم وظائف وآدابا كثيرة، وإنما اختصرنا وأوردنا ما هو أهم وأدق وأشرف، وتركنا سائر الآداب الحسية والوظائف الفعلية؛ تعويلا على المذكور في كتب الأخلاق وغيرها، كرسالة ... واخرى لزين الملة والدين» (2).
وقبل أن ينقل كلاما عن «منية المريد» كتب يقول:
«ومن عجيب ما ذكر في هذا الباب ما نقله الشيخ الفاضل العامل، ناهج مسلك الورع واليقين، قدوة المجتهدين، زين الملة والحقيقة والدين العاملي طاب ثراه في بعض رسائله [أي منية المريد] عن بعض المحققين ...» (3).
مما يجلب الانتباه أن هذا الكتاب لم يبق غير معروف لدى الأجانب والغربيين بل قد اطلع كثير منهم على أهميته. كتب بهذا الشأن الفاضل الفقيد علي أصغر حكمت، قبل أكثر من ستين عاما في 1304 ه ش. يقول ما ترجمته:
«لعل كثيرا من الذين افتتنوا بظواهر الحضارة الاروبية الحديثة ... يظلوا غافلين عن العلوم والفنون الشرقية والإسلامية التي كان عظماؤنا طوال القرون المتوالية قد تتبعوها واستقصوها وبحثوا عنها وقرءوا فيها وخلقوا بشأنها كتبا كثيرة. وعلى خلاف هؤلاء نرى هواة العلوم والمعارف في أصقاع بلاد الغرب ينظرون إلى بلاد الشرق وكأنها خرائب مليئة من كنوز العلوم والفنون الدفينة؛ فتراهم بشوق وافر ومع تحمل أنواع الشدائد يكتشفون كنوز الفضائل الشرقية في سفراتهم أو بالتتبع في مكتباتهم، فينشرونها مترجمة مشروحة.
فمن ذلك ما اتفق لي أن تحدث إلي أحد فضلاء الغرب عن كتاب «منية المريد» فأثر كلامه في، فحصلت على نسخة منه وقرأته فوجدته كنزا مشحونا من جواهر الحكم
पृष्ठ 56