316

मुंसिफ

المنصف لابن جني، شرح كتاب التصريف لأبي عثمان المازني

प्रकाशक

دار إحياء التراث القديم

संस्करण संख्या

الأولى في ذي الحجة سنة ١٣٧٣هـ

प्रकाशन वर्ष

أغسطس سنة ١٩٥٤م

لأن هذا في معنى: ما أفعله؛ وهو مشبه بقولهم: "هذا١ أقول منه، وأبيع منه، وأسير منه" لقرب معناه منه. ويدلك على إلحاقهم فعل التعجب بالأسماء قولهم: "ما أُمَيْلحه، وما أحيسنه" حقروه كما تحقر الأسماء، والأفعال لا تحقر. قال أبو الفتح: إنما أشبه فعل التعجب الأسماء؛ لأنه لا يتصرف كما أن الأسماء كذلك٢؛ فلذلك صحح، فقيل: "ما أقومه" وأنت لا تقول: "أقْوَمَ زيد عمرا" في معنى "أقامه"، ومن هنا لحقه التحقير كما يلحق الأسماء في قولهم: "ما أميلحه، وما أحيسنه" والأسماء إذا كانت في أوائلها٣ الزوائد التي تكون في أوائل الأفعال، صححت ولم تعل. وقد مضى ذكر هذا وستراه أيضا. وإنما صح "أَفْعِلْ به" نحو: "أَسْيِرْ به، وأقوم به"؛ لأنك مخبر لا آمر، ومعناه "ما أفْعَلَه" نحو قوله تعالى: ﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ﴾ ٤ إنما معناه: ما أسمعهم، وما أبصرهم، وهو لفظ الأمر في معنى الخبر. ويدل على أنه ليس أمرا كونه للواحد والواحدة، والاثنين والاثنتين، والجماعة، بلفظ واحد. وذلك قولهم: "يا زيد أكرِمْ بعمرو، ويا هند أكرم بعمرو٥، ٦ ويا رجلان أكرم بزيد٦، ويا امرأتان أكرم به، ويا رجال أكرم بزيد، ويا نساء أكرم بزيد"

١ ظ، ش: هو. ٢ ظ، ش: لا تتصرف. ٣ ظ، ش: أولها. ٤ من الآية ٣٨ من سورة مريم ١٩. ٥ ظ، وش: ببكر. ٦، ٦ ساقط من ظ، ش.

1 / 316