मुन्किद
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
शैलियों
4 (324د)؛ ولهذا رحت أرقب ما يفعلونه بعناية واهتمام بالغين. وسرعان ما اكتشفت أن هؤلاء الرجال قد استطاعوا - في أقصر وقت ممكن - أن يجعلوا الحكم السابق عليهم يبدو في صورة عصر ذهبي
5 (342ه)؛ فقد كان مما فعلوه أن أمروا بتكليف صديق شيخ عزيز - وهو سقراط الذي لا أتردد عن وصفه بأنه كان أعدل الناس في ذلك الزمان - مع نفر آخر من الرجال بالقبض على أحد المواطنين وإحضاره بالقوة لتنفيذ حكم الإعدام فيه. ولم يكن لهم غرض من ذلك بطبيعة الحال سوى إقحام سقراط في أعمالهم، سواء رضي عن ذلك أو لم يرض. غير أنه لم يخضع لأمرهم، وفضل أن يخاطر بكل شيء على المشاركة في جرائمهم، فلما رأيت هذا كله وما شابهه من أعمال لا تقل عنه بشاعة أصابني الاشمئزاز وابتعدت بنفسي عن تلك الأوضاع المشينة
6 (325أ)، ولم يمض وقت طويل حتى انهار حكم الثلاثين وانهار معهم نظام الدولة القديم كله. وما هو إلا أن عاودني الشوق إلى المشاركة في الحياة السياسية، وإن كنت قد شعرت به في هذه المرة شعورا أضعف، لم تكن الأمور قد استقرت بعد
7 (325ب)، وحدثت أيضا في تلك الفترة - التي جاءت في أعقاب ثورة شاملة - أشياء لا يملك الإنسان نفسه من السخط عليها، ولم يكن من الغريب في هذا العالم المضطرب أن يستغل بعض الناس الفرصة للثأر من أعدائهم على أبشع صورة، ومع ذلك فقد كان سلوك الحزب العائد «من المنفى» يتسم بقدر كبير من الاعتدال.
ثم شاء سوء الحظ مرة أخرى أن يقوم بعض رجال السلطة في ذلك الحين بتقديم صديقي سقراط إلى المحاكمة وأن يوجهوا إليه تهمة خسيسة هو أبعد الناس عنها، فقد اتهموه بالتجديف في حق الآلهة
8 (325ج)، وأدانته المحكمة وقضت عليه بالإعدام، وهو الذي رفض قبل ذلك الاشتراك في جريمة القبض على واحد من أنصار الحزب الحاكم الذي وجه إليه التهمة، في الواقع الذي كان فيه رجال هذا الحزب يقاسون الاضطهاد ويعيشون في المنفى. لما رأيت ذلك وتبينت نوع الرجال العاملين في السياسة وأخذت في ملاحظة القوانين والأخلاق السائدة، اقتنعت في النهاية بصعوبة الاشتراك في الحكم
9 (325د)، وازداد هذا الاقتناع قوة مع تزايد الملاحظة والتقدم في العمر. فقد بدا لي هذا الأمر مستحيلا بغير أصدقاء وحلفاء أوفياء، والعثور على أمثال هؤلاء من بين المعارف القدامى لم يكن بالأمر السهل؛ لأن مدينتنا لم تكن تعيش على المبادئ التي عاش عليها أجدادنا، كما أن الحصول على أصدقاء جدد لم يكن ليتم بغير صعوبات جمة. ثم إن فساد التشريع والأخلاق العامة قد استفحل من ناحية أخرى بصورة مخيفة؛ بحيث أصابني الدوار في النهاية أمام هذا الاضطراب الشامل، وأنا الذي كنت في البداية مفعم النفس بالتحمس للحياة السياسية. صحيح أنني لم أتوقف عن التفكير في طريقة إصلاح هذا الميدان بوجه خاص وإصلاح الأحوال السياسية بوجه عام
10 (325ه)، ولكنني ظللت أترقب الفرصة المواتية للعمل، حتى انتهيت أخيرا إلى الاقتناع بأن حالة الدول الحاضرة كلها سيئة، وأنها تحكم حكما يدعو للرثاء
11 (2) (326أ)، وأن دساتيرها المريضة لا يمكن أن يشفيها إلا إصلاح يتم بمعجزة يؤيدها حسن الحظ. وهكذا وجدتني مدفوعا إلى الاعتراف بقيمة الفلسفة الحقة والتأكد من أنها هي وحدها التي تمكن الإنسان من معرفة العدل «والصواب» الذي تصلح به الدولة والحياة الخاصة ، وأن الجنس البشري لن يتخلص من البؤس
12
अज्ञात पृष्ठ