मुन्किद
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
शैलियों
هبوط السجين المتحرر إلى الكهف ورجوعه إلى زملائه المقيدين بالأغلال جزء متمم للحكاية التي يرويها الرمز. ليس مجرد فصل فيها أو حادثة، بل هو قمة كل الأحداث وغايتها. إنه يرى الآن من واجبه - بعد أن اطلع على المثل وعرف - أن يحول عيونهم عما يتصورونه حقيقة إلى الأكثر حقيقة، أن يساعدهم على «انتزاع» الحق من الباطل، والنور من الظلام، والعلم من الظن، والواقع من المظهر.
غير أن التحرير لا يتم بسهولة، والسجين لا يدري أنه سجين، والناس تطمئن إلى «الحقيقة» التي تتصور أنها ثابتة الأساس والجدران كالبيوت التي تسكنها وتطمئن إليها، هي إذا مغامرة. وعلى العارف أن يكون مستعدا لمواجهة الخطر المحدق بحياته. سيحاول أن يخلصهم من قبضة «الحقيقة» السائدة هناك، وسيكون هو نفسه عرضة للوقوع تحت سيطرتها. سيكافح لانتشالهم من قيد الواقع المألوف والحس المشترك، وسيصبح هو نفسه مهددا بالاستسلام له والخضوع لسلطانه الأزلي. بل سيشعر بأنه مهدد باحتمال قتله، وهو احتمال تحول ويتحول كل يوم إلى واقع، كما نعلم من قدر سقراط الذي «علم» أفلاطون والأثينيين. فلقد حاول هو أيضا أن «ينقذهم» من «الحقيقة» الزائفة التي اطمأنوا إليها، أن يساعدهم على مناقشتها والتساؤل عنها. لكن أثينا كانت تنهار. عجز الناس عن «الدهشة»، خافوا كل «جديد»، ركنوا «للتقليد»، ضاقوا بنداء الطيف الحافي في طرقات أثينا، بعثوه لمسامرة الأطياف الأخرى في «هاديس». شرب السم وبدأ سقوط أثينا. فاعتبري أيتها المدن الساقطة بأحضان الزيف! ...
كان حتما على رمز الكهف أن ينتهي بانتزاع الحقيقة من حجب الباطل، والنور من ثنايا الظلام، لهذا كان تخليص «السجين» من الكهف ووضعه في مجال الحرية صراع حياة أو موت. ولو لم يكن التحرير والإنقاذ هو الهدف من هذا الرمز لما كان لتصوير الكهف المغلق في القبو المظلم أية قيمة، ولا كان هناك معنى الصور الموحية فيه، كالنار والضوء المنعكس منها، والظلال ونور النهار الساطع، وضوء الشمس والشمس نفسها ...
إن داخل الكهف وخارجه متضادان تضاد المظهر والوجود، وظلام «هاديس» ونور الحياة، وزيف السفسطة وصدق الخبرة والعلم. أحدهما نسخة من الآخر: النار الصناعية من الشمس، والممثلون وأدواتهم من الواقع الخارجي، وعلة الأشباح والأصداء من العلة الحقيقية للوجود والمعرفة في عالم النور. تطور الإنسان من الكلمات إلى التجربة نسخة من المعرفة التي تسير من المفاهيم إلى المثل في عالم العقل. بين النسخة والأصل تناقض. بينهما هوة، والمعنى كل المعنى في نفس الإنسان، نفس العارف - لا الدجال - تقرب بينهما، تطبع أختام العلم على جسد الواقع، وبحب الحكمة تبني جسرا بينهما، والحكمة حب ...
حتى لو أنكرنا وجود المثل الواقعي - كما فعل أرسطو والاسميون - فسيبقى دور النفس ودور العقل، وسيبقى العبء الأبدي، عبء «العلم» لينقذنا من كهف الجهل، وسنحمل هذا العبء الكبر: تحقيق العدل ...
لكن كيف وأين؟ في الدولة. من يحمله؟ المنقذ. فعندما تجتمع الحكمة والقوة، وتتحدد الرؤية مع السلطة، عندما تأذن المشيئة يظهر الملك الفيلسوف «الكتابان الخامس والسادس من الجمهورية» سيكون هنالك أمل في «إنقاذ» الجنس البشري من البؤس، في إنقاذ الواقع وإشراكه في عالم العقل «الكتابان السادس والسابع من الجمهورية والرسالة السابعة».
أن يتحد العلم مع العزم، أن يتلاقى العارف والثائر - هل يمكن أن يجتمعا في إنسان؟
لا بد من المعجزة الكبرى، والمعجزة ستنسجها كف الصدفة، والصدفة طيبة
15
حين يشاء الله ويجري الحظ على سنن القدرة ...
अज्ञात पृष्ठ