मुन्किद
المنقذ: قراءة لقلب أفلاطون (مع النص الكامل للرسالة السابعة)
शैलियों
أصل «أيدوس» نسخة «أيدلون».
14 «ب» «أ» «ب»، «أ» يمثلان العالم المحسوس والعالم المعقول على الترتيب: الأول نسخة ناقصة من الثاني، والنصف الأول من كل منهما نسخة من نصفه الآخر.
في «النسخة» نجد التخمين والظن عن طريق سماع الكلمات ورؤية الظلال والحصول على معرفة بالنسخ، كما نجد الإدراك الحسي والمعرفة التجريبية التي نتلقاها من عالم النبات والحيوان وكل ما صنعته يد الإنسان. وفي «الأصل» نجد «الفهم» عن طريق التصورات، والفنون والمهارات والعلوم الخاصة التي نتعامل بها مع الأشياء وتقوم على الرياضيات. نحن هنا أقرب إلى المناهج الفلسفية في الوصول للمعرفة، ولكنها تظل مرتبطة بالعالم المحسوس وبالمعرفة الغالبة عليه؛ لأنها تبدأ من فروض لم نتحقق من صحتها. وأخيرا نجد المعرفة العقلية والاستبصار بوجود المثل أو بحقائق العلم ونماذجه:
من الظن والتخمين «أيكازيا» - إلى الاعتقاد والتجربة «إيستثيزيس» - إلى الفهم «ديانويا» إلى التعقل «نؤزيس». ومعرفة الله «مثال المثل، الخير المطلق» وراء حدود التقسيم. مع هذا فهو الطاقة المحركة الكامنة في كل مراحله؛ لأنه هو الذي يضمن المشاركة بينها، وهو علة كل ما هو خير وجميل.
كل قسم من أقسام الخط نسخة من القسم الذي يليه، والحياة داخل الكهف نسخة من الحياة خارجه. بين النسخة والأصل تناقض حاسم، ثنائية مطلقة، هوة فاصلة. لن تتحد النسخة مع الأصل أبدا. ومع ذلك فبينهما تشابه بجانب التناقض، وتناسب بجانب الثنائية: إذ لو كانت النسخة منقطعة الصلة بالأصل، فكيف تكون «نسخة» منه؟
طريق مضن شاق. لن يفهم سر مشقته إلا «العارف»، إلا «المنقذ». ليست مسألة تطور يبدأ من مرحلة أولى ليتم بعد ذلك من تلقاء نفسه؛ إذ لن يعرف مقدار الألم ولا مقدار الصبر، إلا من عاناه وقطعه، إلا من صعد عليه. لا بد من الاستعداد لمن يتصدى لعناء الرحلة؛ إذ لن يعرف معنى الخير سوى الخير، والخير ليس أنانيا. فالسلم ما زال أمامه، لن يطرحه، لن يستغني عنه. سيعود ليهبط درجاته، هل يمكن أن يستأثر بالخير لنفسه، أن ينسى أصحاب الأسر، رفاق السجن السفلي؟ إن الطريق طريق التربية، والمربي يفترض من يتربى على يديه. التربية تحرير وإنقاذ. فكيف يكتفي بتحرير نفسه وإنقاذها؟
لن تنتهي «قصة» الكهف بالنهاية التي يحلو لبعض الناس أن يتخيلوها. لو كانت مسألة معرفة لما كان هناك داع للمرحلة الخامسة والأخيرة. لو كانت التربية مجرد «صب» المعلومات في وعاء النفس ما كانت له ضرورة. لكنها تجاوز مستمر لنقص التربية، تحويل اتجاه الإنسان بكليته وفي ماهيته، هي - بتعبيرنا الحديث - صراع ومسئولية والتزام ...
والمسئولية تفترض من نكون مسئولين عنه ومن أجله.
والالتزام لا معنى له بغير من نلتزم بهم وفي سبيلهم. ولو اكتفى السجين المتحرر بالخروج من الكهف لأصبح الرمز كله بلا معنى، وأصبح أفلاطون مثاليا هاربا من العالم، كما يتصور الكثيرون الذين يسيئون فهمه ويظلمونه ...
لو صح هذا الفهم الخاطئ الظالم لبطلت فلسفة أفلاطون كلها، لا رمز الكهف وحده. إنها فلسفة متطورة حية، هي في صميمها «طريق» يصعده «العارف » بالحب وبالشوق، يخطو فيه «بحوار» سمح حر. المعرفة لا تنفصل فيه عن الوجود، وكلاهما لا ينفصل عن العدالة. وإذا قنع العارف بالمعرفة، فهل سيكون لفلسفته معنى، وجوهرها - كما علمنا - هو الانفصال بين عالم الصيرورة وعالم الوجود والمشاركة التي تقرب بينهما بقدر الطاقة؟ هل سيكون للعارف نفسه مكان فيها؟ كيف سيمكنه أن «يعرف» إن لم «ينقذ»؟ ما أبعد أفلاطون عن العلم المترف! ما أبغض هذا العلم لذات العلم إلى نفسه! حكم عليه «ديونيزيوس» أن يحبس في برج عال، لكن رفض الفكر ورفض القلب، أن يسكن سجنا من عاج أو من طين ...
अज्ञात पृष्ठ