الله ﷺ أنْ يَكُونَ (١) الله (خَيَّرَ) عَبْدًا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَ الله.
فَكَانَ رَسُولُ الله ﷺ هُوَ الْعَبْدَ - زَادَ بُسْرٌ: الْمُخَيَّرَ -، وَكَانَ أَبُوبَكْرٍ أَعْلَمَنَا، فقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ لَا تَبْكِ، إِنَّ أمنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صحبته وَمَالِهِ أَبُوبكْرِ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أمتي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنْ أخوة الْإِسْلَامِ ومودته».
وقَالَ يَعْلَى عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: «خُلَّةُ الإِسْلَامِ أَفْضَلُ، سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ إلا خَوْخَةِ أبِي بَكْرٍ».
وقَالَ عُبَيْدٌ: «لَا يَبْقَيَنَّ في الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلَاّ سُدَّ إِلَاّ بَابُ أبِي بَكْرٍ».
وَخَرَّجَهُ في: باب قولِ النَّبِي ﷺ: «سُدُّوا الأَبْوَابَ إِلا بَابَ أبِي بَكْرٍ» (٣٦٥٤)، وفِي بَابِ قَوْلِهِ ﵇: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا» (٣٦٥٦)، وباب هِجْرَةُ النّبي ﷺ وَأَصْحَابِهِ إِلى المدِينَة (٣٩٠٤).
(١) هكذا ثبت في الأصل، وذكر القاضي أن الذي للأصيلي: إن يكن الله خير عبدا، بكسر الهمزة، قال ابن سراج: صواب رواية الأصيلي: أن يكون، بفتح الهمزة وحذف الواو طلبا للتخفيف أهـ (المشارق ١/ ٧١).