أما الإنسان اليوم فإنا لا نجد همه وهمته إلا حب الذات، وحب السلطة، النزو على المملكات، النزو على الحرم، القتل، النهب، السلب؛ وغير ذلك، اللهم إلا عدد ضئيل في نظر العامة ، وإن كانوا عند الله هم الجماعة الذين أبان لنا أنهم على الحق والعدل، وأمرنا بلزومهم وعدم مفارقتهم والشذوذ عنهم، وتوعدنا على ذلك، وهم أنبياء الله ورسله وأوصياؤه وحملة علومهم إلى أممهم ، وأولاهم بكل خير وذكر وشكر سيد الأنبياء وإمامهم وخاتمهم حبيب الله محمد بن عبدالله، وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وشيعتهم الصادقين رضي الله عنهم أجمعين .
فإننا عندما نقرأ سير الماضين منهم ونشاهد أعمال الحاضرين نجد أن دأبهم وهمهم وهمتهم وراحتهم إرشاد عباد الله إلى الله ؛ وتعليمهم معالم دينهم ، والأخذ بهم إلى سبيل الجنة، ودفعهم عن طريق النار.
ولا أبالغ إن قلت أنهم صراط الله المستقيم الذي يقول ربنا عز وجل فيه : {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}[الأنعام:153] وقد أشار إلى ذلك المفسرون، ولهذا نعرف أنهم المقصودون بالتكريم والتعظيم والتبجيل.
أما الظالمون والكافرون والفاسقون فلا ولا كرامة، وخير عباد الله أنفعهم لعيال الله، {أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب}[الزمر:18] وعند ذلك تزول الغرابة .
पृष्ठ 11