[٤١١] أمّ أيمن، رضى الله عنها: واسمها؛ بركة، مولاة رسول الله ﷺ وحاضنته، ورثها من أبيه وأعتقها، فتزوجها عبيد بن زيد؛ فولدت له: أيمن، وتزوجها بعد النبوة زيد بن حارثة؛ فولدت له أسامة، وكان قد أصابها عطش فى طريقها لمّا هاجرت، فدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض فشربت حتى رويت، فكانت تقول: ما عطشت بعدها. ولقد تعرّضت للعطش فى الهواجر، وحضرت أحدا؛ فكانت تسقى الماء وتداوى الجرحى وشهدت خيبر، وتوفيت فى خلافة عثمان رضى الله عنه وروى مسلم فى إفراده من حديث أنس رضى الله عنه عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه أنه قال لعمر رضى الله عنه بعد وفاة رسول الله ﷺ: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله ﷺ يزورها، فلما انتهيا بكت، فقالا: ما يبكيك؟ أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله، فقالت: إنى لا أبكى لذلك، ولكن أبكى؛ لأن الوحى قد انقطع من السماء، فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها رضى الله عنهم.
[٤١٢] وروت عن رسول الله ﷺ خمسة أحاديث، ولم يخرج لها فى الصحاح شىء.
[٤١٣] أم كلثوم بنت عقبة بن أبى معيط، رضى الله عنها: أسلمت بمكة، وبايعت قبل الهجرة، وهى أوّل من هاجر من النساء، ولا تعرف قرشية خرجت من بيت أبويها مسلمة مهاجرة سواها، وكان خروجها فى هدنة الحديبية، فخرج فى إثرها أخواها الوليد وعمارة فدخلا على النبى ﷺ فقالا: يا محمد ف لنا بشرطنا، فقالت يا رسول الله: تردنى إلى الكفار يفتنونى عن دينى، ولا صبر لى وحال النساء إلى الضعف، ما قد علمت. فنقض الله العهد فى النساء وأنزل ﴿فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾ فامتحنها رسول الله ﷺ وامتحن النساء بعدها، وذلك أنه كان يقول: «والله ما أخرجكنّ إلاّ حبّ الله ورسوله والإسلام، وما خرجتنّ لزوج ولا مال فإذا قلن ذلك لم يرددن إلى أهلين».
ولم يكن لأم كلثوم بمكة زوج، فتزوجها زيد بن حارثة بالمدينة، فلما قتل تزوجها الزبير بن العوام، ثم طلقها فتزوجها عبد الرحمن بن عوف، فولدت له إبراهيم، وحميدا، ثم مات فتزوجها عمرو بن العاص، فماتت عنده.
[٤١٤] وروت عن رسول الله ﷺ عشرة أحاديث، أخرج لها منها فى الصحيحين حديث واحد متفق عليه.
1 / 68