मुजाज़
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
والصقالبة (¬1) ، ويأجوج ومأجوج، ومن بأقطار الأرض من مشرق الشمس ومغربها؟ قلنا: لا يخلو جميع من ذكرتم من أحد رجلين لا ثالث لهما: إما رجل كان على دين نبي من أنبياء الله تعالى عليهم السلام متمسكا بشريعته، ولم يسمع بدعوة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ولم تقم عليه الحجة بأنه قد جاء، فهذا واسع له أن يقيم على ما هو عليه من حجة الله التي تمسك بها من شريعة أنبيائه، أو رجل كافر بالله جاهل بأمره غير متمسك بشيء من دين الله الذي بعث به رسله إلى خلقه، فهذا لا يسعه أن يقيم على كفره طرفة عين. وعلى هذا المعنى كانت دعوة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إلى من لا تمكنه مشافهته، ولا تبلغه مراسلته أن يوسع على من كان منهم على دين نبي من أنبياء الله؛ لأن دين الله واحد، وحجته متصلة، لا يبطل آخرها أولها، كما لا يخالف أولها آخرها، ويضيق على من كان على كفره، وليس هو على شيء من دين الله الذي بعث به أنبياءه. ألا ترى لو أن رجلا مضى من عند رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ على فرض شيء، أو على تحريم شيء أو تحليله، فغاب عنه، أليس هذا واسع له أن يقيم على ما مضى به من عند رسول الله، حتى يلقي الحجة بتحويل شيء من ذلك على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_.
¬__________
(¬1) الصقالبة: هم جيل من الناس بين بلاد البلغار والقسطنطينية، وهم الذين يطلق عليهم اليوم السلافيون، وهم ليسوا محصورين بين البلغار والقسطنطينية فقط ولكنهم منتشرون في الشمال الشرقي لأوروبا وفي غرب البلغار. المصدر السابق 5: 531.
पृष्ठ 150