मुजाज़
الموجز لأبي عمار عبد الكافي تخريج عميرة
وقال أهل الحق في ذلك: إن حجة الله التي يثبت بها فرض دينه على عباده فيما تعبدهم به من طاعته، وزجرهم به عن معصيته قد قامت على الناس من جميع البالغين أشدهم من الأصحاء برسل الله التي أرسلها إلى خلقه، دالة على وحدانيته، شاهدة بربوبيته، داعية إلى طاعته، زاجرة عن معصيته، وإن الناس لن ينالوا شيئا من معرفة الله في الدلالة على توحيده، ولا من معرفة شيء من دينه إلا بتوقيف الله لهم على ألسنة رسله، وتنبيه منه على أيديهم، وإن الناس لا يسلمون بجهالة رسل الله إلى خلقه، ولا بجهالة كتبه التي نزلها على ألسنتهم، وأنهم لا يسلمون بجهالة محمد _صلى الله عليه وسلم_، ولا بجهالة ما جاء به محمد أنه الحق من عند الله، وإنهم لا يسلمون بترك شيء من الفرائض التي فرضها الله على لسانه _صلى الله عليه وسلم_، وإنهم بها مأمورون ملزمون، وإنهم لا يسلمون بمقارفة شيء مما حرم الله على لسان نبيه _صلى الله عليه وسلم_، علموا بشيء من ذلك أو لا يعلموا. وهذا الذي وصفنا من هذا القول هو ما عليه جمهور الأمة، لا يعرفون غيره ولا يدعون إلى ما سواه.
فإن سأل سائل فقال: إذا زعمتم أن حجة الله إنما قامت بدعوة رسول الله إلى خلقه، فما الحال من لم تبلغه حجة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، ولم يسمعها من الديلم (¬1) ،
¬__________
(¬1) الديلم: هم من الدول التي تفرعت عن الدولة العباسية، أصلهم مهاجرون هاجروا إلى علي بن أبي طالب، ثم صار لهم ملك في القرن الثالث في كيلان ومازندران، وتغلبوا على الخليفة العباسي إلى سنة 420 ه، ثم تغلبت عليهم ملوك غزنة.
والديلم: الموت، والديلم: الأعداء، والديلم: الموت الأسود، والديلم جبل سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر، وليس باسم لأب لهم. راجع دائرة معارف القرن العشرين 4: 106، ومعجم البلدان 2: 544.
पृष्ठ 149