मुहम्मद अली जिन्ना
القائد الأعظم محمد علي جناح
शैलियों
وقد أكد جناح له في هذا الحديث أن الفهم الصحيح لهذه الفكرة سهل الورود على ذهن الرجل المخلص، ولو كان من البريطان، فإن جون برايت خطيب الحرية في عهد غلادستون (والوزير الذي استقال من وزارة غلادستون احتجاجا على ضرب الإسكندرية) قال في إحدى خطبه: «إلى كم من الزمن تريد إنجلترا أن تحكم الهند؟ ليست الإجابة على هذا السؤال في وسع أحد، ولكن لتكن دولة الإنجليز في الهند خمسين سنة أو مائة أو خمسمائة، فهل يحسب إنسان له ذرة من الإدراك السليم أن بلادا شاسعة بما فيها من أمم تبلغ العشرين، ولغات لا تقل عن العشرين يتأتى أن تضم وتنحاز في حدود قطر واحد متماسك تدوم فيه إمبراطورية واحدة؟ أعتقد أن شيئا كهذا مستحيل.»
وقد أعاد المؤلف خطب برايت إلى جناح وهو مؤمن بوجهة نظره، وجاء الواقع بعد قليل فأقر هذه الوجهة ببرهان ضخم يحسم كل جدل ويفند كل منطق، وهو نجاح الباكستان.
قوة البيان
مهما تكن عناصر القوة في الزعماء الذين ينشئون الدول بغير السيف فالبيان قوة لا غنى لهم عنها، وبخاصة في هذا العصر عصر المؤتمرات والمناقشات والأحاديث الصحفية والردود عليها.
لا غنى للزعيم عن قوة البيان ...
ولكن أي بيان ...؟
ليس من المفارقات أن نقول: إن كلمة «البيان» لا تبين وحدها في هذا الصدد، فإن البيان أساليب، ولكل خطيب أو كاتب بين أسلوبه الذي يكاد يخصه بملامحه وبسماته، وكذلك كان بيان جناح في دعوته السياسية، بيانا خاصا به لا يشبه بيان أحد من زعماء الأمم في عصره.
كانت خاصة هذا البيان أنه يحسن تلخيص المسائل المعقدة في كلمات موجزة تعلق بالذهن لما فيها من المفاجأة النافذة: تلك المفاجأة التي يشعر السامع لأول وهلة أنها حلت له العقدة بمجرد التعبير عنها في وجازة وصفاء.
وكانت له مع هذه الخاصة خاصة الجواب المسكت والعرض المقنع، أو خاصة الضربة السريعة التي يتلقاها المهاجم وقد ظن أنه أصاب الرجل في المقتل، فإذا هو المصاب.
خطر لي حينا أن جناحا قد استفاد هذا البيان من صناعة المحاماة على نظام المحاكم الإنجليزية؛ لأن قضاتها يتدربون على تلخيص الأقوال المتناقضة للمحلفين أو لأعضاء المحكمة الآخرين، ويطلب من القاضي في المحاكم العسكرية على الخصوص أن يجمل الكلام من جميع أطرافه لتبسيطه من الوجهة القانونية.
अज्ञात पृष्ठ