मुहम्मद अली जिन्ना
القائد الأعظم محمد علي جناح
शैलियों
أما «المشروعات» والدساتير التي عرضت على العصبة لتسوية القضية الهندية في أيام رئاسة جناح فهي متعددة لا فائدة من الإسهاب هنا في تفصيلها، بيد أن المهم منها هو مشروع الحكومة الاتحادية «الفدرالية» الذي عرض للتنفيذ في سنة 1935، وكان منذ فترة قريبا إلى القبول مع تنقيح بعض نصوصه، فلما عرض في سنة 1935 رفضه المؤتمر ورفضته العصبة، وعلة رفض العصبة له صلابة المؤتمر في مسألة المرشحين ورفضه لكل مرشح في الأقاليم لا ينتمي إلى المؤتمر، ثم حصر السلطة العليا في أمور الدفاع والسياسة الخارجية والخزانة بين يدي الحكومة المركزية، وأقوى من هذا وذاك سوء الظن الذي فشا بين المؤتمرين والعصبيين خلال السنوات الأخيرة، فإنه جعل استقلال الحكومتين حلا وحيدا لا محيص منه ولا طاقة لأحد بتعديله، ومن البديهي أن المؤتمرين لم يتشبثوا بالوحدة إلى اللحظة الأخيرة عشقا لطلاب الانفصال، وحرصا على استبقائهم، ولكنهم تشبثوا بها؛ لأنهم أصحاب الكفة الراجحة فيها.
على أنه من الثابت أن العصبة لم تتبع خلال الفترة من المناداة بالتقسيم إلى تنفيذه خطة من الخطط في مسألة كبيرة أو صغيرة ترمي بها إلى إحباط الاستقلال وتغليب البريطان على البراهمة، فكل برامجها كانت تبدأ وتنتهي بطلب الاستقلال للحكومتين، أو كما قال جناح بأسلوبه الناصع الساخر: «إن استقلال البقرة رهين باستقلال الباكستان.»
قال المؤلف الكندي رالي باركن
Raleigh Parkin
في كتابه «الهند اليوم» وقد ظهر قبل نفاذ التقسيم:
لا يمكن يقينا أن يقال عن العصبة: إنها جانحة إلى البريطان، وكثيرا ما تعاونت فيما مضى مع المؤتمر أو كانت على استعداد لمعاونته في الحركة الوطنية، غير أنها في السنوات الأخيرة، وبخاصة منذ أواخر سنة 1937 جعلت خطتها التي لا لبس فيها مقاومة المؤتمر ومقاومة البرهميين، ومهما يكن شأنها في الماضي؛ فاليوم لا ريب أنها أقوى الهيئات الإسلامية في الهند وأوسعها نفوذا؛ وأنه ما من سياسي مسلم يستطيع الآن أن يغفل شأنها.
كذلك لا يجري في خلد إنسان عارف بتاريخ الهند الحديث أن يتخيل أن تقسيم الباكستان يخدم قصدا أو على غير قصد سياسة بريطانيا العظمى التي تقوم على قاعدة «فرق تسد» ... فمثل هذا الخاطر يقابله العارفون بتاريخ الهند الحديث بالسخرية والاستخفاف؛ لأن بريطانيا العظمى كانت تعرض على الهنود حلا بعد حل وتسوية بعد تسوية، وتصانع المسلمين حينا والبرهميين حينا آخر فرارا من التسليم بالتقسيم ، ولم يكن أنفع لها ولا أعون لحكامها وساستها أن يدخلوا بالتفرقة بين الأمتين من بقائهم في دولة واحدة يضربون فريقا منها بفريق كلما شاءت لهم سياستهم أن يحصلوا على التأييد من الفريق الغالب، ولو كان خليطا من الأمتين. وقد لمح بيفرلي نيكولاس صاحب كتاب «حكم في القضية الهندية» إلى تلك الفكرة، فأجابه جناح محتدا: «إن الرجل الذي يدور في خلده هذا الظن لضعيف الثقة حقا بذكاء البريطان، بله الثقة بسلامة مقاصدي، فإن الأمر الوحيد الذي يبقي البريطان في الهند هو الفكرة الزائفة التي تدعى وحدة الهند كما يبشر بها غاندي، وأعود فأقول: إن الهند الواحدة اختراع بريطاني، أو هو أسطورة بل أسطورة جد خطرة، تجر إلى شقاق ليس له نهاية، وما دام هذا الشقاق قائما فهناك عذر يعتذر به البريطان للبقاء، وهذا هو الشذوذ في قاعدة فرق تسد ...»
قال بيفرلي: «إذن أنت تقول لهم: «قسموا واخرجوا؟»
قال جناح: «لقد أصبت محزها.»
وخرج الصحفي من هذه المحادثة وهو يقول: إن القاعدة التي تصدق على قضية الهند هي «وحد واحكم وفرق واخرج ...»
अज्ञात पृष्ठ