मुहलाफा थुलाथिया
المحالفة الثلاثية في المملكة الحيوانية
शैलियों
يا أيها الثعلب التعيس، قد ضجرتنا بساسف أقوالك، وهيجت فينا كامن الحقد والرجز، وقد صبرنا على فضولك وتجديفك، حتى طفحت كأس الصبر، فالمجلس يأمرك الآن بأن تجاوب على هذا السؤال: «هل تعتقد بالعجائب التي صنعها الأسد على الأرض؟»
الثعلب :
من أين لي أن أرى هذه العجائب وأشاهدها، ولم لا يحدث نظيرها في هذه الأيام، إن العالم بحاجة كلية إلى العجائب والمعجزات ، وبالأخص لأن القوات الكهربائية والبخارية تزداد نشاطا، والاختراعات الجديدة تكثر عددا، وتعرفون حق المعرفة أن عدد الثعالب المفتكرين المتنورين يزداد يوما فيوما، وعبراتكم المقدسة كادت أن تفرغ من الركاب، فلم لا يرينا الأسد من عجائبه في هذا الزمان المكهرب المبخر؟ كم من الحيوانات تموت غرقا في هذه الأيام؟ فلم لا يخلصهم الحوت، لم لا يبتلعهم ويبقيهم في جوفه ثلاثة أيام، ثم يتقيأهم على جزيرة أو شاطئ وهم أحياء؟ «أنا لا أصدق، ولا أؤمن إلا إذا شاهدت بعيني»، هكذا قال أحد الحمير الصالحين، فما أحسن هذا الكلام الذي اتخذته لي سنة لأجل راحة ضميري وعقلي، لربما قلتم لي: إن تلاميذ الأسد يشهدون على معجزاته وإن شهاداتهم مطابق بعضها لبعض، فأسألكم باعتبار من هم هؤلاء الشهود أليسوا حيوانات مثلنا، وزد على ذلك أنهم كانوا أميين لا يحسنون القراءة والكتابة، ولا يقوون على الحكم والتمييز في مسائل دقيقة كهذه، فلو قلنا: إن الأسد فتح الأعمى يجب أن يكون الشاهد على عمله هذا ماهرا في تطبيب العينين؛ كي يستطيع أن يميز بين الرمد والعمى، فقبل أن تصدقوا هذه القصة افحصوا أولا غير مأمورين حالة الأعمى كي تتحققوا أمره، فلربما كان مصابا برمد شديد، فتوهمت بقية الحيوانات الغبية أنه أعمى، فجاء الأسد وهو ماهر في فن الطب، وشفاه بالأدوية، فهل تحسب هذه أعجوبة؟ برهنوا لي أولا أن الحيوان كان حقيقة أعمى، ثم هاتوا شهودكم المتضلعين من فن الطب لتثبتوا روايتكم، ثم جئوا بالأسد وقولوا له: هذا حيوان أعمى، فتح عينيه، فإذا فتحها وكنت أنا حاضرا أظن أنني أصدق وأؤمن، أما الآن فالعجائب التي ترون قصصها في كتابكم مفتقرة إلى شهود فيهم الكفاءة، وبينات يقبلها العقل، ولا يمحها الذوق السليم، ولربما كنت مخطئا في رأيي، ولكن هو الضمير الذي يجب أن يطاع، والعقل الذي يجب أن تبدو أحكامه باستقامة وجرأة، فقد بينت لكم أفكاري كما هي دون تصنع ولا رياء، فلكم أن تقبلوها أو ترفضوها، إن الواجب الذي يفرضه علينا الضمير مقدس، وأنا أتممه بسرور وارتياح ، ولو تحت ظل المشنقة، أو فوق لهيب النار، إن الله قادر على كل شيء، ولو كان اعتقادي مخالفا لنواميسه لكان يلهمني أن أستبدله باعتقاد آخر، فإذن اعتقادي موافق لنواميس الله الذي أؤمن بقوته، وأصنع مشيئته، فأنا لست ...
الحصان :
كفاك شقشقة، كفاك صفاقة وهذرا، قل لنا بكلمة واحدة: هل تعتقد بالعجائب الإلهية أم لا؟
الثعلب :
إن الله قادر على كل شيء، فكيف إذن لا يصنع العجائب، ولكن قلت وأقول لكم: إن العجائب التي تدونت قصصها في كتبكم مفتقرة إلى بينات معقولة، وشهادة شهود متنورين، فأنا لا أنكر هذه العجائب ولا أصدقها، فلربما نكون قد حدثت بطرائق لم يخبرنا عنها التاريخ، ولربما تكون صنعة الدجالين والكذابين، فأقول إذن: لا أعرف، لا أدري.
الحمار :
كأنك مشتاق إلى العذاب فهل لك أن تجاوب على سؤالنا.
الثعلب :
अज्ञात पृष्ठ