الحديث الكثير وصنف فيه التصانيف التي لم يسبق إليها، وهي مشهورة موجودة في أيدي الناس (١).
وقال الإمام السبكي: أحد أئمة المسلمين، وهداة المؤمنين، والدعاة إلى حبل الله المتين، فقيه جليل، حافظ كبير، أصولي نحرير، زاهد ورع، قانت لله، قائم بنصرة المذهب أصولًا وفروعًا، جبلًا من جبال العلم.
وقال أيضًا: ثم اشتغل بالتصنيف بعد أصار أوحد زمانه، وفارس ميدانه، وأحذق المحدثين، وأحدهم ذهنًا، وأسرعهم فهمًا، وأجودهم قريحة، وبلغت تصانيفه ألف جزءٍ ولم يتهيأ لأحدٍ مثلها (٢).
وقال الحافظ ابن كثير: أحد الحفاظ الكبار، ومن له التصانيف التي سارت بها الركبان في سائر الأمصار ... وكان واحد زمانه في الإتقان والحفظ والفقه والتصنيف، كان فقيهًا محدثًا أصوليًا، أخذ العلم عن الحاكم أبي عبد الله النيسابوري، وسمع على غيره شيئًا كثيرًا، وجمع أشياء كثيرة نافعة لم يسبق إلى مثلها ولا يدرك من ذلك: كتاب "السنن الكبير" ... وغير ذلك من المصنفات الكبار والصغار المفيدة التي لا تسامي ولا تداني، وكان زاهدًا متقللًا من الدنيا، كثير العبادة والورع، رحمه الله تعالى (٣).
ومناقب الإمام البيهقي أكثر من أن تعد أو تحصى ولا يتسع المقام لنقل كل ما قيل فيه وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى.
مؤلفاته:
كما ذكرنا فإن مصنفات الإمام البيهقي كثيرة نجمل بعضًا منها فيما يلي:
١ - السنن الكبير.
_________
(١) الأنساب (١/ ٤٣٨).
(٢) طبقات الشافعية الكبرى (٤/ ٨، ٩).
(٣) البداية والنهاية (٨/ ٢٢٢، ٢٢٣).
مقدمة / 11