ثناء العلماء عليه:
قال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل في تاريخه:
الإمام الحافظ الفقيه الأصولي الدَّيِّن الورع، واحد زمانه في الحفظ، وفرد أقرانه في الإتقان والضبط، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ والمكثرين عنه، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم.
وقال أيضًا: اشتغل بالتصنيف فألف من الكتب ما لعله يبلغ قريبًا من ألف جزء مما لم يسبقه إليه أحد.
وقال أيضًا: وكان على سيرة العلماء قانعًا من الدنيا باليسير، متجملًا في زهده وورعه (١).
وقال إمام الحرمين الجويني: ما من فقيه شافعي إلا وللشافعي عليه منة إلا أبا بكر البيهقي فإن المنة له على الشافعي؛ لتصانيفه في نصرة مذهبه (٢).
وقال الإمام الذهبي معقبًا على كلام إمام الحرمين: أصاب أبو المعالي، هكذا هو، ولو شاء البيهقي أن يعمل لنفسه مذهبًا يجتهد فيه لكان قادرًا على ذلك؛ لسعة علومه ومعرفته بالاختلاف، ولهذا تراه يلوح بنصر مسائل مما صح فيها الحديث.
وقال أيضًا: فتصانيف البيهقي عظيمة القدر غزيرة الفوائد، قل من جود تواليفه مثل الإمام أبي بكر (٣).
وقال أيضًا: وبورك له في علمه لحسن قصده وقوة فهمه وحفظه (٤).
وقال ابن السمعاني: كان إمامًا فقيهًا حافظًا، جمع بين معرفة الحديث وفقهه ... وسمع
_________
(١) المنتخب من السياق (ص ١٠٣ رقم ٢٣١).
(٢) تبيين كذب المفتري (ص ٢٦٦) والسير (١٨/ ١٦٨).
(٣) السير (١٨/ ١٦٩).
(٤) تذكرة الحفاظ (٣/ ١١٣٢).
مقدمة / 10