ولذلك قالت الأوائل يؤخذ بعد ما بين الدليلين بدرج السواء ثم يزاد على ذلك ما طلع من أول برج الطالع إلى دقيقة الطالع بالدرج المستوية ثم يلقى ذلك من أول برج الطالع وإن كان ذلك يلقى من غير الطالع فإنه يزاد على بعد ما بين الدليلين من أول برج ذلك الدليل إلى الموضع الذي هو فيه بالسواء ثم يطرح ذلك من أول برجه لكل برج ثلاثين درجة فحيث ينتهي فهناك ذلك السهم بدرجته ودقيقته وكل شيء يؤخذ من الدرج في استعمال السهام وإنما هي الدرج المستوية
واعلم أنه ربما احتيج في عمل السهام أن يؤخذ من رب بعض البيوت إلى ذلك البيت ويكون ذلك البيت بالعدد برجا من الأ براج وبالسواء زائلا إلى بيت آخر فينبغي أن يؤخذ من رب برج السواء ئلى إلى تلك الدرجة التي وقع فيها الحساب ومثال ذلك أن الطالع كان السرطان بدرجة في الإقليم الرابع وبيت المال بالعدد الأسد وبالحساب بالسرطان درجة معلومة فينبغي أن يؤخذ من القمر الذي هو صاحب السرطان إلى تلك الدرجة المعلومة منه ولا يلتفت إلى الشمس والأسد
سهم القمر أما أول السهام فإنه مستخرج من الشمس والقمر وذلك لأن الشمس أضوأ كواكب الفلك وهي نيرة النهار وسعدة وبطلوعها يكون النهار وهي الدالة على الحياة الطبيعية وعلى الغلبة والعز والملوك والسلطان والولايات والأمر والنهي وعلى صنوف الأموال والجواهر وعلى كل شيء نفيس عزيز وإنما سعادة الناس بالعز والملك والسلطان والأموال المختلفة الجنس والدين وأما القمر فإنه نير الليل وسعد وهو الدليل على الأبدان والنبات وعامة ما يحدث في هذا العالم فلما كانت الشمس نيرة النهار والقمر نير الليل بدؤوا بهذا السهم بالنهار من السعد النهاري الذي هو الشمس إلى السعد الليل الذي هو القمر بدرج السواء وبالليل من القمر الليلي إلى الشمس النهارية ثم زادوا على ذلك ما طلع من أول برج الطالع إلى درجة الطالع بالدرج المستوية ثم ألقوا ذلك من أول برج الطالع لكل برج ثلاثين فحيث انتهى بهم الحساب قالوا هناك هذا السهم وإن كان النيران كلاهما في دقيقة واحدة فإن السهم في دقيقة الطالع
पृष्ठ 834