فأما اتصال الكواكب بعضها ببعض بالعرض فهو على ثلاث جهات إحداها اتصال مقارنة وهو أن يكون الكوكبان مقترنين ويكون عرضهما شيئا واحدا في جهة واحدة ويكسف أحدهما الآخر والجهة الثانية اتصال مقابلة وهو أن يكون الكوكبان متقابلين ويكون أحدهما صاعدا في الشمال والآخر هابطا في الشمال أو يكون أحدهما صاعدا في الجنوب والآخر هابطا فيه وتكون درجات عرضهما شيئا واحدا والجهة الثالثة من اتصال العرض أن يتناظر الكوكبان من الجهات الست وهما التسديسان والتربيعان والتثليثان ويكون أحدهما صاعدا في الشمال والآخر هابطا في الجنوب أو يكون أحدهما صاعدا في الجنوب والآخر هابطا في الشمال وفي هذه الجهات الثلاث ينظر إلى أقلهما درجا في العرض إذا كان يبلغ درجات أقصى عرضه ما يلحق بدرجات عرض الكوكب الآخر الأكثر عرضا مما هو أثقل منه أو أخف فهو متصل به بالعرض فإذا صار عرضه مثل عرض ذلك الكوكب فقد تم اتصاله به فإذا زاد عرضه على ذلك فقد انصرف عنه بالعرض إلا أنه لا يزال أحدهما في قوة طبيعة صاحبه من جهة اتصاله به بالعرض ما دام الكوكبان في الجهة التي اتصل أحدهما بصاحبه فإذا اختلفت الجهتان أو ابتدأ أحدهما يصعد والآخر يهبط فقد فارق أحدهما قوة طبيعة الآخر بالعرض
ولاتصال الكواكب بالعرض نوع آخر وهو أن ينظر إلى الكوكبين فإذا تناظرا فالشمالي منهما تزاد درجات عرضه على المكان الذي هو فيه والجنوبي تنقص درجات عرضه في ناحيته من مكانه ثم ينظر كم بينهما من الدرجات بالطول بعد ذلك فإن كان بين الخفيف والثقيل أقل من ستين درجة أو من تسعين درجة أو من مائة وعشرين درجة أو من مائة وثمانين فالخفيف متصل بالثقيل وإذا كان بينهما مثل هذه الدرج التي ذكرنا على هذا العمل فقد تم اتصاله به وإن كان بينهما أكثر من ذلك فقد انصرف عنه
وربما كان اتصال الكوكب بالطول بكوكب وبالعرض بكوكب آخر ولذلك قال ذورثيوس إذا أبق مملوك وكان اتصال القمر بالطول بالمريخ وبالعرض بالمشتري أو بالطول بالمشتري وبالعرض بالمريخ فلاتصاله بالمريخ من إحدى الجهتين يدل على وجود الآبق ولاتصاله بالمشتري من الجهة الأخرى يدل على أنه يرضى عنه مواليه ويفلت من العقوبة وأوكد الاتصال والانصراف أن يكون بصاحب حده أو بيته أو شرفه أو مثلثته أو وجهه وأقوى ذلك أن يتفق اتصال الطول والعرض معا بكوكب واحد فإنه عند ذلك لا يخلف دلالتهما
पृष्ठ 770