وإذا تباعدت الشمس عنها أكثر من نصف تلك الدقائق في الناحية التي تكون فيها صارت الكواكب إلى الحال الثانية ويقال لها تحت شعاع الشمس محترقة في المشرق فأما زحل والمشتري فيكونان محترقين إلى أن تتباعد الشمس منهما دون ست درجات ويكون المريخ كذلك إلى أن تتباعد الشمس منه دون عشر درجات فإذا صارت هذه الكواكب الثلاثة إلى تمام هذه الدرجات فقد جازت الاحتراق وانتقلت إلى الحال الثالثة ويقال لها تحت الشعاع فقط ومن هناك تبتدئ في النهوض للتشريق وتصلح لأنها تعطي سنيها الكبرى والدستورية فلا تزال على حالها إلى أن يصير بين زحل والمشتري وبين الشمس خمس عشرة درجة وبين المريخ وبينها ثماني عشرة درجة فإذا بلغت تمام هذه الدرجات فقد تمت حالاتها الثلاثة ومن بعد ذلك تسمى مشرقة قوية التشريق ومن وقت مفارقتها الشمس إلى أن يصير لها هذه الدرجات في هذه الحالات الثلاث يقال لها بالفارسية كنارروزية وهذه الكواكب الثلاثة وإن كنا نسميها في هذا الوقت مشرقة فلسنا نعني بذلك أنها ترى في المشرق لأن بعضها ربما رئي في بعض الأقاليم قبل أن يتباعد من الشمس مقدار هذه الدرج وبعضها ربما رئي في هذا الوقت وبعضها ربما رئي بعد ذلك ولكنا إنما نعني بتشريقها أنها قد فارقت قوة جرم الشمس فإذا صارت إلى الدرج التي ذكرنا تنتقل إلى الحال الرابعة ويقال له نفس التشريق القوي والظهور والرؤية فلا تزال على حالها تلك إلى أن يكون بينها وبين الشمس ستين درجة وهو قدر درج التسديس وإلى الوقت الذي يكون بينهما مقدار هذه الدرج أقوى ما تكون في التشريق والدستورية والتيامن من الشمس فإذا جازت هذه الدرج تنتقل إلى الحال الخامسة وتسمى ضعيفة التشريق ويضعف تيامنها للشمس ودستوريتها ولا تزال كذلك إلى أن يصير بينها وبين الشمس تسعون درجة قدر درج التربيع ثم لا يقال لها بعد ذلك مشرقة لأن الشمس إذا طلعت وبينها وبين هذه الكواكب أكثر من قدر هذه الدرج زالت إلى الربع المغربي
पृष्ठ 728