فقلت: في أي وقت تريدون؟
قال: الآن ... أريدك لمسألة هامة!
فخرجت مسرعا إليه فاستقبلني بمكتبه المكتظ بالكتب النفسية قديمة وحديثة، فقد كان مولعا بالكتب والقراءة ... وقال لي: يا إسماعيل باشا ... أنا طلبت اليوم في القاهرة ... وأردت أن تكون أنت أول من أنبئه هذا النبأ ...
قلت: لعله خير يا أفندينا ...!
قال: إنه على أثر وفاة أخي السلطان حسين يراد عرض العرش علي ... فما رأيك؟
فقلت له: إن صفاتك العظيمة ومواهبك الممتازة تجعل اختيارك لهذا المركز خيرا لمصر، ونعمة لأهلها ... ويسرني أن أكون أول من يهنئك، وأسأل الله أن يكون عهدك عهد يمن وبركة على البلاد.
فقال: ألا تريد أن تسافر معي الآن؟
قلت: أرجو أن تؤخر هذا للوقت الذي ترى فيه أن لوجودي بعض الفائدة! وقد حصل، وطلبني بعد ذلك بأيام، وكان عطفه علي عطفا لا أنساه.
ملك أنموذجي!
تولى فؤاد الأول الأريكة المصرية في ظروف دقيقة، فكان عليه أن يحافظ على تراث آبائه، وكان عليه أن يوطد دعائم العرش، ويذلل الصعوبات، ويحل مشاكل الأمة المصرية الرازحة وقتئذ تحت نير الحماية والاحتلال، الذي امتد إلى عهده خمسة وثلاثين عاما.
अज्ञात पृष्ठ