ولكن أخي لا يطير!
واستني هذه الحقيقة بعض الشيء، أحسست أن الولد بالرغم من حريته الواسعة فهو عاجز مثلي عن الطير. وأصبحت أفتش دائما عن مواطن العجز في الرجل لتعزيني عن ذلك العجز الذي تفرضه علي أنوثتي.
لا أدري ماذا حدث لي وأنا أقفز؛ أحسست برجفة عنيفة تسري في جسدي ودوار في رأسي، ورأيت شيئا أحمر اللون!
ما هذا؟
انخلع قلبي من الهلع وانسحبت من اللعب، وصعدت إلى البيت وأغلقت على نفسي باب الحمام لأبحث في الخفاء سر هذا الحادث الخطير.
ولم أفهم شيئا، وظننت أن في الأمر مرضا مفاجئا ألم بي، وذهبت إلى أمي أسألها في ذعر.
ورأيت أمي تضحك في سعادة! وتعجبت كيف تقابل أمي هذا المرض الفظيع بتلك الابتسامة العريضة؟!
ورأت أمي دهشتي وحيرتي، فأخذتني من يدي إلى غرفتي حيث قصت علي قصة النساء الدامية. •••
لزمت غرفتي أربعة أيام متتالية لا أملك الشجاعة على أن أواجه أخي أو أبي أو حتى الخادم الصغير.
لا بد أنهم اطلعوا جميعا على عورتي، ولا شك أن أمي فضحت سري الجديد. وأغلقت الباب علي أفسر بيني وبين نفسي هذه الظاهرة الغريبة؛ ألم تكن هناك طريقة أخرى تنضج بها البنات غير هذه الطريقة الملوثة؟ أيمكن لإنسان أن يعيش أياما تحت سيطرة عضلاته اللاإرادية الغاشمة؟ لا بد أن الله يكره البنات فوصمهن جميعا بهذا العار.
अज्ञात पृष्ठ