مشيت في الشارع وقد منحني التحدي نوعا من القوة، ولكن قلبي كان يخفق من الخوف.
ولمحت لافتة كتب عليها: حلاق للسيدات.
ترددت لحظة ثم دخلت.
نظرت إلى خصلات شعري وهي تتلوى بين فكي المقص الحاد، ثم تهوي إلى الأرض.
أهذه الخصلات هي التي تقول عنها أمي إنها تاج المرأة وعرشها؟ أيخر تاج المرأة هكذا صريعا في لحظة إصرار واحدة؟ وشعرت باستخفاف شديد نحو النساء؛ رأيت بعيني رأسي أنهن يؤمن بأشياء تافهة لا تساوي شيئا، ومنحني هذا الاستخفاف بهن قوة جديدة جعلتني أعود إلى البيت وأنا أسير على قدمين ثابتتين، واستطعت أن أشد قامتي، وأن أقف أمام أمي بشعري القصير.
صرخت أمي صرخة عالية وناولتني صفعة حادة على وجهي، ثم تلتها صفعات وصفعات، وأنا أقف كما أنا.
كأنما تجمدت، كأنما جعل مني التحدي قوة لا يهزها شيء، كأنما جعل مني انتصاري على أمي جسما صلبا لا يحس بالصفعات.
كانت يد أمي ترتطم بوجهي ثم ترتد عنه كأنما هي ترتطم بصخرة من الجرانيت.
كيف لم أبك؟ أنا التي كانت تبكيني «الشخطة» الواحدة أو الصفعة الخفيفة!
لكن دموعي لم تسقط. عيناي مفتوحتان تنظران في عيني أمي في جرأة وقوة.
अज्ञात पृष्ठ