पिकविक की डायरी

अब्बास हाफ़िज़ d. 1378 AH
140

पिकविक की डायरी

مذكرات بكوك

शैलियों

قال أحدهما لزميله: «ستة أميال، أليس كذلك يا توم؟»

وأجاب هذا: «أكثر قليلا.»

وانثنى الأول يقول: «ستة أميال أو نحوها.»

وقال المستر واردل: «لا بد مما ليس منه بد، سنقطعها مشيا يا بكوك؛ ليس ثمة شيء غير هذا.»

وأرسلا غلاما على حصان ليظفر لهما بمركبة أخرى وخيل، وتركا الآخر لحراسة المركبة المحطمة، ثم انطلقا بعزمة الرجال يقطعان بقية الطريق على الأقدام، بعد أن لفا لفاعيتهما حول عنقيهما، وأرخيا قلعتيهما لكي يحتميا ما استطاعا من هطل المطر، وكان قد عاد بعد انقطاع يسير يتساقط صببا مدرارا.

الفصل العاشر

إزالة كل ما كان يساور النفوس من الشكوك «إن كان ثمة شيء منها» في أن المستر جنجل منزه عن الغرض. ***

لا تزال لندن تحوي عدة فنادق، كانت في سالف الدهر مركزا للمركبات التي تؤدي الأسفار، وتقطع الرحلات في صورة أكثر جدا، وأفعل أثرا مما يبدو من المركبات في هذه الأيام، ولكن تلك الفنادق قد انحط شأنها اليوم، فلم تعد تزيد عن محطات ونقط لحجز أماكن في المركبات المسافرة إلى الريف، ولن يهتدي القارئ الآن إلى شيء من تلك الفنادق أو «الوكالات» القديمة، مهما يحاول البحث عنها بين فنادق الصليب الذهبي «الجولدن كروس»، و«الثور»، بل والأفواه «ماوثز» القائمة بواجباتها الرائعة في شوارع لندن التي دخل التحسين عليها، فإذا أراد فندقا من تلك الفنادق القديمة، فليوجه خطاه صوب أحياء المدينة المظلمة، ومعالمها الأثرية، فهو واجد في بعض زواياها المهجورة عدة فنادق كهذه، لا تزال قائمة تعلوها الكآبة، وينم شكلها عن قوة التشبث بالبقاء في وسط الأبنية الحديثة المحيطة بها.

وفي قصبة لندن خاصة لا تزال ثمة بضعة فنادق عتيقة احتفظت بمعالمها الخارجية كما هي، فلم يطرأ عليها تغيير، ولم تتعرض لخطر الدعوة العامة إلى التحسين والتعمير، ولا استهدفت لمغامرات الأفراد بأموالهم في تجديد المباني وتشييد العمارات، وهي إلى اليوم تبدو عظيمة، متماسكة غريبة، ذات دهاليز وممرات ومدارج، ومن الرحابة وقدم العهد بحيث تكفي لتهيئة مواد موضوعات لمئات القصص عن المردة والعفاريت، إذا فرضنا أننا قد نتدهور إلى هذا الحد المؤسف من ابتكار شيء منها، أو وصل الإسفاف بنا إلى تأليف روايات على غرارها، أو إذا تصورنا أن الدنيا سوف تعيش حتى تستنفد الأساطير الصحيحة التي لا تحصى عن جسر لندن القديم، وما جاوره من الأحياء القائمة على جانب «صرى».

وفي فناء أحد تلك الفنادق، وهو فندق الأيل الأبيض (هوايت هارت) الذائع الصيت، كنت ترى ثمة رجلا منهمكا في تنظيف حذائه، في بكور الصباح التالي لليوم الذي وقعت فيه الحوادث التي سردناها عليك في الفصل السابق، وكان الرجل يرتدي صدارا مخططا تخطيطا لا يدل على ذوق جميل، ذا ردنين أسودين من القطن، وأزرار زرق من الزجاج، وسراويل ذات لون كئيب، «وطماقا» يكسو ساقيه، وقد لف حول رقبته منديلا أحمر خفيف الحمرة لفة غير محبوكة ولا متقنة، وألقى قبعة قديمة بيضاء بغير عناية على جانب من رأسه، وأمامه صفان من الأحذية، أحدهما قد فرغ من تنظيفه، وبقي الآخر متسخا لم يتناوله بعد، وكلما فرغ من مسح حذاء أضافه إلى مجموعة الأحذية التي نظفها، وكف لحظة عن العمل يتأمل نتائجه بارتياح ظاهر.

अज्ञात पृष्ठ