पिकविक की डायरी

अब्बास हाफ़िज़ d. 1378 AH
139

पिकविक की डायरी

مذكرات بكوك

शैलियों

وعلى قيد مائة خطوة أو نحوها، وقفت المركبة الأخرى على صوت الاصطدام، والغلامان يبتسمان ابتسامة يختلج لها وجهاهما أشد الاختلاج، وهما يشهدان ما حل بالمركبة الأخرى من فوق سرجيهما، بينما أطل المستر جنجل من النافذة، يتأمل المشهد بارتياح ظاهر.

وكان النهار قد طلع منذ لحظة، فبدا المشهد جليا للعين على مطالع خيوطه.

وصاح جنجل الصفيق الذي لا يعرف الحياء: «هل أصيب أحد؟ شيخان كبيران، ليسا من الوزن الخفيف، عملية خطرة جدا.»

وصرخ واردل، وزأر قائلا: «إنك لوغد!»

وأجاب جنجل ضاحكا: «ها ها!» ثم أردف يقول بغمزة ذات دلالة من طرف عينيه، وهزة من أنملته صوب داخل مركبته: «إنها بخير، وتحملني إليك السلام، وترجو أن تكف عن إتعاب نفسك، الحب لطبي، ألا تركبان في المؤخرة؟ سق يا غلام.»

فعاد الغلامان إلى مجلسهما من المركبة، وانطلقت بهم، وقد رفع المستر جنجل منديلا أبيض، وأخذ يلوح به من النافذة سخرية واستهزاء.

ولكن هدوء طبع المستر بكوك، وسكينة نفسه لم يكدرهما شيء مما جرى، ولم يزعجهما انقلاب المركبة ذاتها، وإنما كانت تلك الخسة التي بلغ من نكرها أن يقترض في أول الأمر مالا من مريده الأمين، ثم تختصر اسمه اختصارا وقحا، فتدعوه «طبي» أكثر وأشد مما يطيق صبره، حتى راح يتنفس بمشقة، ويحمر وجهه إلى طرف منظاره ذاته، وهو يقول في رفق ولهجة جد: «لو أتيح لي لقاء هذا الرجل مرة أخرى فلأ ...»

ولكنه لم يتم؛ فقد عاجله المستر واردل بقوله: «نعم، نعم، هذا كله جميل ولكنهما، ونحن هنا واقفان نتكلم، سيظفران بعقد قرانهما في لندن.»

فتمهل المستر بكوك، وكبت غضبه، كما يملأ المرء الزجاجة ويغلقها بالسدادة.

والتفت المستر واردل إلى الغلامين فقال: «كم المسافة بيننا وبين المرحلة التالية؟»

अज्ञात पृष्ठ