मुधक्किरात नजीब अल-रिहानी
مذكرات نجيب الريحاني
शैलियों
المهم لم تنجح الرحلة من الوجهة الفنية ولا من الناحية المادية، فقد كانت النتيجة أن الإيرادات والمصروفات كانا متوازيين، أي أن الميزانية كانت متوازنة فلم نخسر ولم نكسب هذا من الناحية العامة. أما من وجهة نظري الشخصية فقد كان هناك شيئا متناقضان، يدخل أحدهما في باب الخسارة والثاني في كفة الربح، فالخسارة كان مبعثها أن التسلية والترويح اللذين قصدت إليهما من الرحلة أتيا بنتيجة عكسية وزادا من همومي، وأما من ناحية الربح فلها قصة!
بديعة مصابني
في أول حفلاتنا هناك لفت نظري في المقصورة الأولى سيدة «بتلعلع» وقد ارتدت أفخم ملبس وتحلت بأبهى زينة.
لم أعرفها حقا، ولكنني تنبهت لوجودها وفي فترة الاستراحة بين الفصول، أدهشني أن وجدت هذه السيدة بذاتها تحضر لتحيتي وتهنئتي في حجرتي بالمسرح. ويظهر أنها لاحظت ما أنا فيه من ارتباك، فدفعها ذكاؤها إلى أن تعرفني بنفسها فقالت: «إلا أنت مش فاكرني والا إيه؟ أنا بديعة مصابني اللي قابلتك في مصر وكتبت وياك كنتراتو ولا اشتغلتش!».
وبعد أداء ما قضى به الواجب من أهلا وسهلا، وإزاي الصحة وسلامات، عرفت منها أن الدافع لها على هجر مصر، بعد أن اتفقت على العمل في فرقتي، هي أنها استرجعت للشام على عجل لأمور قضائية تتصل بعملها الفني هناك. وقد عرفت إذ ذاك أنها كانت تعمل بنجاح تام كراقصة وأن اسمها ذاع في أنحاء سوريا ولبنان.
كما أنها كانت قد اشتركت في فرقة أمين عطا الله، وحفظت الكثير من مقطوعاتنا الغنائية التي ورثها عنا أمين ... ونحن على قيد الحياة. ثم سألتني السيدة بديعة: «هل إذا التحقت بفرقتك يكون لي نصيب من النجاح في التمثيل؟».
فأجبتها: «إنك لا تنجحين على المسرح فقط، بل إنني أتنبأ لك بمستقبل تصلين فيه إلى مراتب النجوم من أقرب طريق وفي أسرع وقت».
وفي تلك الليلة جددنا عقد الاتفاق على العمل، وانضمت بديعة إلى الفرقة، وظهرت معنا لأول مرة بمرتب شهري قدره أربعون جنيها مصريا.
وكان أول اشتراك فعلي لها معنا في بيروت حيث ظهرت في أدوار غنائية، فنالت ما كنت أوقن به من نجاح.
قضية
अज्ञात पृष्ठ