मुधक्किरात नजीब अल-रिहानी
مذكرات نجيب الريحاني
शैलियों
كشكش تقليد
أنا كشكش تقليد!
وقد اشتركت مع الحاج مصطفى حفني، وقمت بالفرقة إلى سوريا ولبنان في أولى رحلاتنا الفنية. وقد رميت بهذه الرحلة أولا وقبل كل شيء، إلى الترويح عن نفسي بعدما لحق بي من أسى، وتجديد نشاطي الذي تضاءل، والتخلص مما حل بي من فتور وسقم.
ونزلنا في بيروت وكلنا آمال بالنجاح الذي ينتظرنا فيها.
ولكن بكل أسف ضاعت الآمال من الليلة الأولى، وبلينا بالكثير من الإخفاق الذي لم نكن نتصوره.
أما علة ذلك فهي أن الأستاذ أمين عطا الله (وقد كان ممثلا بفرقتي قبل ذلك بسنوات)، استطاع إذ ذاك أن ينسخ جميع رواياتي فألف فرقة من مواطنيه في سوريا، وعرض بضاعتنا كلها، ولم ينس أن يغتصب كذلك اسم (كشكش بك).
وأحب أن أنصفه فأقول إنه لم يأخذ الاسم على علاته، بل تصرف فيه من حيث الشكل فضم «الكافين» في بيروت وفتحهما في دمشق، في حين أنهما مكسورتان في مصر!
هذا هو كل التصرف الذي أدخله أمين عطا الله على عمدة كفر البلاص!
المهم أن الناس هناك اعتبروني مقلدا لكشكش بك الأصلي، الذي هو أمين عطا الله، وزاد الطين بلة أن هذا الكشكش بك كان سوريا، وقد مكنه ذلك من معرفة عادات مواطنيه، والوقوف على ما يرضيهم وما لا يرضيهم، فكان يؤدي لهم ما يرغبون كما يرغبون.
وهذه الرغبة أن القوم هناك يميلون إلى الكوميدي المفتعل، بمعنى أن الممثل يجب أن «يتمرمغ» في الأرض، أو يخبط دماغه في الحيط، أو ... أو إلخ، وقد تعمق معهم أمين في هذا النوع، أما نحن فقد حافظنا على روح رواياتنا، وعرضناها مقتطعة من عادات الحياة المصرية، فإنها كانت بعيدة عن عادات إخواننا السوريين، ولذا أصبحت أنا كشكش «التقليد» في حين أضحى أمين عطا الله في نظرهم كشكش «الأصلي». وقد كنت أسمع بأذني بعض الناس هناك يقولون: «هايدا مانه كشكش، هايدا تقليد!» فكنت آخذ هذا الوصف في «أجنابي» فأقول في سري ... سبحان مغير الكشاكش!
अज्ञात पृष्ठ