238

मिन्हाज तालिबिन

منهج الطالبين

शैलियों

وأنه حكيم في أفعاله، عادل في أحكامه، متفضل بالإنعام متن بالإحسان، لا يظلم الناس شيئا، ولكن الناس أنفسهم يظلمون، لا يسأل عما يفعل، وهم يسألون.

وأنه تعالي بعث رسوله النبي الأمي محمد بن عبد الله خاتم النبيين إلى الجن والإنس أجمعين، فنسخ بشريعته جميع الشرائع المتقدمة؛ إلا ما لا ينسخ من التوحيد، ومكارم الأخلاق المتممة، فختم به الأنبياء، وفضله على جميع الأنبياء، والأولياء، والأصفياء، ومنع سبحانه كما التوحيد: الذي هو لا إله إلا الله ما لم تقترن به الشهادة لرسوله بأنه: محمد رسول الله.

وألزم الخلق تصديقه في جميع ما قاله وأخبر عنه، من أن الموت حق، والبعث حق، وأن الحساب حق، وأن الجنة حق، والنار حق، وأن لله جملة الأنبياء، والرسل، وجملة الملائكة، والكتب، والإيمان بالقضاء والقدر، وولاية أولياء الله من الأولين والآخرين، والعداوة لأعدائه من الجن والإنس أجمعين، ومعرفة الشرك، والتوحيد.

وقرر كبائر الشرك من كبائر النفاق، ومعرفة تحليل دماء المشركين، وأموالهم، وسئ ذراريهم، للشرك الذي معهم، ومعرفة الملل، وأحكامها، واعتقاد العبودية لله سبحانه وتعالي في جميع أوصافها.

فصل:

وينبغي أن يلقن الصبي هذه العقيدة، في أول نشأته، ليحفظها حفظا، ثم لا يزال ينكشف له معناها في كبره شيئا فشيئا.

فابتداؤه: الحفظ، ثم الفهم، ثم الاعتقاد، ثم الإتقان، والتصديق بها، وذلك مما يحصل في قلب الصبي تقريرها.

ثم لابد من تقويته بتلاوة القرآن، وتفسيره، وقراءة الحديث، وفهم معانيه، ويشتغل بوظائف العبادات، ولا يزال اعتقاده يزيد رسوخا؛ بما يقرع سمعه من أدلة القرآن، وبما يرد عليه من شواهد الأحاديث، وفوائدها، وما يطلع عليه من أنوار العبادات، ووظائفها، وبما يسري إليه من مشاهدة الصالحين، ومجالستهم.

पृष्ठ 241