237

मिन्हाज तालिबिन

منهج الطالبين

शैलियों

فيجب على كل عاقل سلم عقله من الآفات؛ أن يعتقد أن الله سبحانه إله واحد لا شريك له، متفرد لا ند له، قديم لا أول له، مستمر الوجود لا آخر له، ليس بجسم مصور، ولا يجوهر مقدر، ولا يماثل الأجسام، ولا يجزئه الأقسام، ولا تحله الجواهر والأعراض، ولا تحويه الأقطار والجهات، ولا تكتفه الأرض ولا السماوات، منزه عن التغيير والانتقال، والاتصال والانفصال، حى قادر، جبار قاهر، ولا يعتريه عجز ولا قصور، ولا يوهنه لغب ولا فتور، ولا تأخذه سنة ولا نوم: له الملك والملكوت، والعزة والجبروت، عالم بجميع المعلومات، محيط بخلقه من تخوم الأرض إلى أعلي السموات، لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض، ولا في السماء.

يعلم حركات الخواطر، وما يختلج في مكنون الضمائر، عالم بما كان، وبما يكون، من ظاهر ومكنون، يعلم ذلك بنفسه، وبذاته، لا يعلم متجدد قائ بالذات، تعالي عن حلول العوائق والآفات، وهو تعالي مريد الكائنات، مدبر الحادثات، خالق جميع الموجودات، وأفعالها ، مقدر أرزاقها، وآجالها، لا يقع كفر، ولا إيمان، ولا نكر، ولا عرفان، ولا سهو، ولا نسيان إلا بقضائه، ومشيئته، وحكمه وإرادته، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه.

لم يزل واحد حيا عالما قادرا مريدا في الأزل لوجود الأشياء في أوقاتها؛ التي قدر لها، فوجدت في أوقاتها، كما قدرها من غير تقدم، ولا تأخر؛ بل وقعت على وفق علمه، وإرادته.

وهو سبحانه سميع لا تخفي عليه الأصوات، بصير لا تغيب عنه الألوان، لا يعزب عن سمعه مسموع، وإن خفي، ولا يغيب عن رؤيته مرئي، وإن دق، يري من غير حدقة، ولا أجفان، ويسمع من غير أصمخة، ولا آذان، كما يعلم من غير قلب ولا جنان.

وهو تعالي متكلم من غير شفة ولا لسان، آمر بالطاعة والإحسان، ناه عن الإساءة والعصيان، وأعد على طاعته ثواب الخلد والجنان، متوعد على معصيته عقابا بين أطباق النيران.

पृष्ठ 240