============================================================
وأبدل من (أتته) قوله: أرضعته لبانها فسقتها وبنيها البانهن الشاء (أرضعته لبانها) - بكسر أوله- مفعول به، ويجوز- على بغد- كونه مطلقا؛ لأن معنى (لبانها) رضاعها؛ إذ يقال : هو أخوه بلبان أمه، ولا يقال: بلبنها، فاللبان مختص بلبن الرضاع (ف) بسبب هلذا الرضاع لهذا المولود الأفضل من سائر المخلوقات (سقتها) أي: حليمة (وبنيها) وقد كانوا أشرفوا على الهلاك من الجوع؛ لما مر أن أرضهم كانت في غاية المحل والجدب (ألبانهن) فيه استعمال ألبان في غير لبن الرضاع ، وكأن الحامل عليه مقابلته با لبانها) السابق، فيكون من باب المشاكلة ، نحو: ومكروأ ومكر الله}، تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى فك}، (الشاء) جمع شاة، كرامة لذلك المولود عليه الصلاة والسلام، وإنما سقتهم مع ذلك المحل؛ لأنها ببركته صلى الله عليه وسلم أضبحث شولا عجافا وأمسث ما بها شائل ولا عخفاء (أصبحت) فهو من أسلوب الحكيم، ويجوز كونه حالا نظرا لصورة تعريفه، (من الكامل] وصفة نظرا لكون (أل) فيه جنسية، نحو قوله: ولقذ أمو على اللئيم يسئني (شولا) بالتشديد جمع شائل، وهو في الأصل : الناقة التي تشول بذنبها للقاح ولا لبن بها أصلا، فاستعمالها في الشاة مجاز علاقته المشابهة (عجافا) أي: هزيلات (وأمست) لم يرد بأصبح وأمسى معناهما، بل المراد : أنها كانت في حال فاعتراها تقيضه في آقرب زمن وأسرعه، فبينهما الطباق وإن لم يرد بهما موضوعهما (ما بها) أي: فيها (شائل) مبتدأ، أو فاعل الظرف(1) (ولا عجفاء) أي : هزيلة، (1) يجوز فيه أن يكون مبتدأ أو فاعلا كما قال الشارح ، وفي الترجيح بينهما مذهبان، وذكر ابن
पृष्ठ 72