मिन नकल इला इब्दाच शरह
من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
शैलियों
ويتم شرح عنوان الكتاب «فيما بعد الطبيعة» ببيان القصد منه. ثم يتتبع مسار فكره خطوة خطوة من المقدمات إلى النتائج للوثوق بصحة الاستدلال. ويظهر مسار الفكر وتوضيح الأشكال بعبارات الشرط «فإن ظن ظان»، «فإن قيل»، ثم الجواب «فقد تبين من هذا أن» فالغاية من التلخيص هو أيضا الشرح والبيان والتوضيح.
34 «التلخيص تبديد الظن الذي يظن كثير من الناس» أي التخلص من الأفكار الشائعة التي ذاعت عن أرسطو وتصحيحها. التلخيص حجاج وجدل مع مسيئي تأويل أرسطو «إلا أن قوما يرون أنه يجب من هذا.»
35
وهو ملخص بناء على طلب الإيضاح والتفسير، وكالعادة يبدأ التلخيص بالبسملة وطالب التوفيق.
36 (2) الكندي (أ) وقد قام الفلاسفة بعد المترجمين بالاختصارات والمختصرات قبل أن تتحول إلى نوع أدبي مستقل وتستعمل عند ابن رشد. فللكندي «القول في النفس المختصر من كتاب أرسطو وأفلاطون وسائر الفلاسفة.»
37
وكان يمكن أن يدخل في العرض الجزئي لولا أن الكندي لا يذكر أنه عرض لكتاب النفس لأرسطو بل يذكر أنه مختصر له. كما أن العرض لا يكون إلا لعمل واحد في حين أن هذا المختصر هو لأرسطو وأفلاطون وسائر الفلاسفة خاصة أفسقورس.
38
والمضمون إشراقي، أقرب إلى أفلاطون منه إلى أرسطو؛ إذ يذكر أفلاطون ثم أرسطو ثم أفسقورس، السيطرة على قواها الغضبية والشهوية لصالح الناطقة. وهو ما يتفق عليه أفلاطون وأفسقورس. ويتوارى أرسطو والنفس الحساسة المدركة أمام هذا التيار الإشراقي، والمختصر إجابة على سؤال اختصار قول في النفس. فجاء الجواب اختصارا لكتاب أرسطو في النفس تلخيصا كافيا وفحصا شافيا.
وجوهر النفس من جوهر الباري عز وجل، إلهي روحاني، من نور الباري عز وجل. النفس مفارقة للبدن ، وصائرة إلى عالم الحق الذي فيه نور الباري سبحانه ، معرفتها بالتشبه بالباري سبحانه فيصبح الإنسان فاضلا قريبا الشبه من الباري سبحانه لأن الأشياء التي للباري عز وجل هي الحكمة والقدرة والعدل والخير الجميل والحق، ويكون تشبه الإنسان بها. إذا تجردت النفس وفارق صارت في نور الباري وراءه وانكشفت لها العلوم والحقائق كما هي للباري عز وجل، تنظر بنور الباري كل ظاهر وخفي. تنصقل النفس وتعكس صورة من نور الباري، ويفيض عليها الباري من نوره ورحمته، وتحصل على لذة إلهية روحانية ملكوتية. ومسكن النفوس بعد التجرد كما قالت الفلاسفة خلف الفلك في عالم الربوبية حيث نور الباري، فتطابق النفس نور الباري ويفوض إليها الباري أشياء من سياسة العالم، فقوة النفس قريبة الشبه بقوة الإله تعالى. وهنا يأتي أرسطو متفقا مع إشراقيات أفلاطون وأفسقورس عن طريق حلم الملك اليوناني الذي رأى الأنفس والصور والملائكة وأعطاهم البراهين عليها. فأرسطو فيلسوف البرهان، الحكيم المبرز، المتعبد لباريه، ويعترف الجهال بفضل المتعبد لله. وينتهي الكندي إلى الدرس المستفاد من هذا المختصر في النفس بالتوجه إلى القارئ وبأنه عابر سبيل في هذه الدنيا عليه التوجه بإرادة ربه عز وجل. الأخلاق إذن بين الفلاسفة والأنبياء، بين الفلسفة والدين في أمر النفس، ولا خلاف بين الحكماء أنفسهم أفلاطون وأرسطو وأفسقورس، وكما يبدأ المختصر بالدعوة للسائل بالتسديد والإسعاد تنتهي أيضا بالإسعاد في الدنيا والآخرة وبالحمدلة لرب العالمين والصلاة على محمد وآله أجمعين. (ب) وللكندي أيضا «كلام في النفس، مختصر وجيز» مكتوب بنفس المختصر الأول. يجمع بين أفلاطون وأرسطو، وأقرب إلى أفلاطون الإشراقي منه إلى أرسطو العلمي.
अज्ञात पृष्ठ