فأجاب كبيرهم: الاقتراع نوع من القمار، فأليق بنا نحن الدراويش أن نأكلها على ذكر الله ... فالذي يقول منا أحسن آية تناسب المقام فهي له.
فما قال ذلك حتى استولى أحدهم على المبادرة، ففقس البيضة وقال وهو يقشرها: إني أعريك كما عري المسيح من ثيابه.
فمد إليها ثان يدا كالمدرى وقال: وهو يملحها: اقبلي ملح الحكمة.
فابتسمت المرأة وقالت : يه! كأنهم يعمدون البيضة قبل أكلها!
فأخذها الثالث، وهو يحسب أنه ربح المعركة، فقال وهو يهم بها: عريانا خرجت من بطن أمي، وعريانا أعود.
فكان الرابع أخف من النسيم، فنتشها من يده وقال: ادخلي فرح سيدك ...
فدخلت بأمان، بينا كانت المرأة تنظر إلى ضيوفها الأجلاء بعين الرضى والإعجاب.
إن أكل بيضة مسلوقة اقتضى - كما نرى - حك رأس وكد فكر، أما مضاعفة معاش نواب الأمة، فقيل لها بالإجماع: كوني فكانت ...
لقد صح في نوابنا - وفيهم من نحب، ومن نجل، ومن نحترم - ما جاء في المثل: من كان الدفتر في يده لا يكتب اسمه من الأشقياء.
صحة وعافية يا ذوات، صار معاشكم يكفيكم، فلا عذر لكم إن لم تفكروا بمعاش من انتخبوكم.
अज्ञात पृष्ठ