هذا ما حصل حين نقل الأستاذ إدوار أبو جودة من مديرية الأمن العام إلى مديرية التربية الوطنية. قلت الأستاذ لأن السيد إدوار أستاذ في الحقوق، أبو جودة غير غريب عن أورشليم في الأدب، إلا أنه أصبح كالمختص بالأمن ومعضلاته، ومن عاش «ديكا» يطارد من يقتحم «الخراج» ويحرق ديكه ... لا يصح أن يعمد سمكة لنرضي شراهتنا ...
وبعد، فلعل لهم عذرا ونحن نلوم، ولعل وجود أبو جودة في التربية الوطنية يذلل - بعد نصف قرن - مصاعب كثيرة أمام الأمن العام، فمن يفتح مدرسة يغلق سجنا.
وبكلمة جدية واضحة نقول: إن «عهدنا» الجديد محتاج إلى الإخصاء، فإذا عجزنا عن إيجاد المختصين، فلندع المتمرنين حيث هم. إن هذا «التعميد» غير جائز لا دينيا ولا مدنيا.
2 / 8 / 48
إقطاعية دستورية
غريب أمرنا! تسأل أيا كان من موظفي جمهوريتنا، من الوزير والنائب إلى الكاتب والحاجب، فيجيبك: الحالة زفت ... الطاسة ضائعة ... وكل من هؤلاء يظن أنه مستثنى بإلا، فمن المسئول عن هذا يا ترى؟
والنائب المحترم - المير رئيف بللمع - الذي نجله إجلالا كبيرا، ونقدر أخلاقه وعلمه وأدبه يقول - والعهدة على الراوي: ليس في لبنان ديمقراطية سياسية بالمعنى المعروف عند الأمم والشعوب، بل هنالك إقطاعية سياسية مفروضة تتلبس بلباس ديمقراطي زائف هو المجلس النيابي، فالشعب اللبناني المؤلف من مليون وربع لا يأتي بأكثر من 15 نائبا إلى المجلس.
ويقول الراوي: إن الأمير قال: إنه منهمك الآن في تأليف كتاب عنوانه: كيف دخلت المجلس وكيف خرجت منه.
لست أشك بأن سيدنا المير غير ولهان بالنيابة، وقد قرأت له تصريحات عديدة فأعجبتني جدا كقروي جبلي، يريد أن يصل إلى بيته بالسلامة، ويريد أن يبل طرف لسانه بنقطة ماء صالحة في طرف أيلول المبلول ... ويريد أن يمشي على ضوء، ويريد أن يتصل بالعالم تليفونيا. فنحن القرويين الجبليين نرى سعادة المير نائب بيروت يفهم حاجاتنا كأنه يعيش بيننا، ولذلك نشكر له الآن ما صدر منه من أقوال وننتظر الأعمال.
أما كيف دخل المجلس فتلك قصة أظن أننا نعرفها ... أما كيف خرج فقصة لا تكون حتى تكتب، ولو استقال كل من يقول من النواب بتزوير الانتخاب لانحل المجلس من تلقاء نفسه؛ فليعلموا إن كانوا أولئك الرجال ... ولكن كل الخلاف على «اللحاف». وشعار المعارضة عندنا - الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين - قم حتى أقعد مطرحك، المعارضة سلاح الحردان منا.
अज्ञात पृष्ठ