قلت: وعلى أي شيء تنطبق هذه الحكاية اليوم.
فقال: احفظها إلى وقت العوز.
فحفظتها كما أوصاني، وأظن أن اليوم وقتها.
إنها كأس مرة شربناها على ذكر «التطهيرات» الحكومية.
16 / 4 / 53
إميل البستاني
اليوم أعبي جرابي من عند تلميذي، فهو ومحاضرته «لبنان والعالم العربي» موضوع هذا الأسبوع.
إميل البستاني طاقة لا تنفد، أبدا تتوالد فيها عناصر الإرادة والجرأة والإقدام، أراد مذ كان صبيا أن يكون رجلا فكان إنسانا جامعا، أطلق القدماء على أبي الفتح محمود بن الحسين أحد أدباء العصور العباسية لقب «كشاجم»، وقد نحتوا هذا اللقب من أوائل حروف هذه الكلمات التي كان يوصف بها: كاتب، شاعر، أديب، جميل، مغن، وهذا الاسم ينطبق على العصامي العبقري إميل البستاني إذا بدلنا الكلمة الأخيرة وقلنا: كاتب، شاعر، أديب، جميل، مليونير.
أظن أن كلمة مثر أو مليونير لا تقل شأنا عن كلمة مغن ...!
ما أقل عقل المعلم! كنت أرى إميل فأقول: ترى كيف يتجه هذا الشاب؟ إلى الأدب، إلى الشعر، إلى الكتابة، ما خطر ببالي قط أنه سيولي وجهه صوب الحساب، وأن من الأفراد القليلين الذين اعتدلت كفتا الأدب والرياضيات في ميزان مواهبهم.
अज्ञात पृष्ठ