प्राचीन मिस्र एनसाइक्लोपीडिया (भाग पहला): प्रागैतिहासिक युग से एहनासी युग के अंत तक
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
शैलियों
وفي هذا العصر ظهر كذلك تمثيل الحيوانات العاج وغيره، وبخاصة الأسود التي كانت تستعمل أحجارا للعب، وتزخرف بها مقابض ملاعق الزينة، وقد ظهر من بين هذه القطع ما يدل في صناعته على مرونة فنية، ومع أنها ليست عنوانا للفن المصري الناضج إلا أنها كانت بعيدة عن الخشونة والسذاجة.
ولم يقتصر نحت الأجسام في هذا العصر على العاج كما كان المتبع، بل تخطاه إلى مواد أخرى، ولكن لم تظهر فيها المهارة التي كانت تظهر في العاج؛ وذلك لأن الفنان لم يكن قد تعود استعمالها بعد، أو لصلابة مادتها، فكان يستعمل الأحجار الجيرية أو قطع المينا ذات اللون الأخضر أو الأزرق، وحجر الأردواز والبازلت، وحتى الجرانيت الأسود والأحمر، وقد توغل الفنان في هذا الطريق إلى أن أخذ يجرب عمل التماثيل الكبيرة الحجم، ولكن يظهر أنه لم ينتج إلا قطعا قليلة العدد حسبما كشف عنه حتى الآن، ومع ذلك فإن الإنتاج في هذه الناحية يدل على الجهل الفني والخشونة في الذوق، ولا أدل على ذلك من تمثال الرجل ذي اللحية الموجود الآن بمتحف أكسفورد، فقد نحت في حجر الأردواز ومثل عاريا، إلا من الكيس الذي يستر عضو التذكر، وظاهر في شكله الجمود، فلحيته مفرطحة، وذراعاه ملصوقان في جسمه، وكان طوله نحو نصف متر قبل كسر ساقيه.
وفي متحف برلين كذلك يوجد السبع الرابض المصنوع من الجرانيت الأسود، وهو ساذج الصنع جامد الملامح ويزيد طوله على أكثر من 30 سنتيمترا، وهذه أول محاولات حقيقية عرفها الفن في إبراز التماثيل الكبيرة.
ومن أهم مجددات الفن في هذا العصر النحت الغائر على العاج ثم الأحجار فيما بعد، وقد كان لهذا النوع من الحفر شأن عظيم في تاريخ الفن في مصر القديمة، والظاهر أن فكرة نقش الأشكال غائرة في العاج قد أخذت من رسوم الأشكال التي كانت على الفخار المزخرف الشائع الاستعمال في هذه الفترة؛ أي في عهد ما قبل الأسرات المتوسط، وأكبر دليل على صواب هذه الفكرة أن كل الرسوم التي كانت على الفخار قد نقلت بفصها ونصها، ثمينها وغثها، صوابها وخطئها، وهذه الرسوم قد استعملت في زخرفة الأمشاط أو مقابض السكاكين الفاخرة، وهي التي كان سلاحها لا يزال يصنع من الظران الأشقر اللون، وقد جرب الفنان أولا حفر صنف من الحيوانات التي تشاهد على الفخار الملون، والواقع أن أقدم قطعة عثر عليها من هذا النوع زخرفت بهذه الطريقة، أما المثل الأعلى لهذا النوع من الحفر فجاء في الواقع بعد أن قام الفنان بعدة تجارب، هي سكينة جبل العرق المحفوظة الآن بمتحف اللوفر ويرجع عهدها في التأريخ التتابعي إلى رقم 60 على أن نبوغ الفنان في إبراز صور هذه السكينة لا يمكن تقديره إلا عند مقارنته بما أخرجه على حجر الأردواز في نفس العصر. إذ نرى فرقا شاسعا في الحفر الغائر في كل منهما، ففي مقبض السكينة نرى روح الفن ودقة الصنع، وفي الأردواز يلاحظ لأول وهلة السذاجة وعدم المقدرة الفنية.
وربما يرجع السبب في اختيار الفنان حجر الأردواز الأخضر مادة للحفر الغائر، أن هذا النوع من الأحجار يجمع بين الليونة وبين تماسك حباته الدقيقة، لذلك كان يعد من بين الأحجار التي تقارب العاج في سهولة النقش الغائر عليها. على أن الأردواز كان منذ زمن بعيد يستعمل في إخراج ألواح الكحل التي كانت تمثل عليها أشكال حيوانات بالتفريغ، وقد عثر على بعض ألواح من هذا النوع عليها بعض حفر غائر، مما يدل على أن الفنان بدأ في هذه النهضة الجديدة يفكر في اتخاذ هذه المادة أداته في إبراز صناعته الحديثة، ولا يبعد أن يكون هذا هو السر الذي دعا الفنان إلى إخراج نوع جديد من هذه الألواح خاص بالزينة، ولكن بحجم عظيم، ولأجل ألا ينسى استعمالها الأصلي حفر في وسط اللوح حفرة صغيرة تشعر بأصل استعمالها وهو المكان المخصص لوضع الكحل.
سلاح من الظران على شكل قرن عثر عليه في جبل طريف.
سكينة جبل العرق.
وهذا النوع الجديد من الألواح كان في الواقع يستعمل لحفر مناظر جنازية على سطحها لحفظ ذكري الصيد والحروب، وكانت تودع المعابد العتيقة لهذا الغرض، وقد عثر على معظم ما كشف في خرائب هذه المعابد من أول عصر ما قبل الأسرات الحديث حتى فجر التاريخ الفرعوني، ويرجع الفضل إلى هذه الألواح في إمكان تتبع تاريخ النقش الغائر من بدايته حتى الوقت الذي أخذ فيه فن المعمار يرتقي وأصبح يستعمل هذا النقش على جدران المعابد.
وقد اختفت الرسوم التي كانت تزين الفخار حوالي الرقم 60 من التأريخ التتابعي، وأصبحت الأواني خالية من أية زخرفة، ومن المحتمل جدا أن تلوين المقابر وزخرفتها في هذا العصر يدل على أن المتوفى أخذ يحل هذه الزخارف والرسوم محل رسوم الفخار الذي كان يوضع معه في قبره، ومما هو جدير بالملاحظة أنه لم يوجد أي تحسين في زخرفة القبر أكثر مما كان على الفخار. على أن القبر الوحيد الذي عثر عليه من هذا النوع في هذا العصر هو قبر هيراكنبوليس «الكاب» ويرجع تاريخه إلى الرقم التتابعي 63 تقريبا. وتبلغ مساحته 4,5 في 2 في 1,5 متر، وقد صنع من اللبن ثم كسيت جدرانه بطبقة من غرين النيل ثم غطيت هذه بطبقة ثانية من الطفل الأصفر القاتم يرسم عليها المناظر المراد تمثيلها، ويلاحظ أنه قد حدث بعض تقدم في استعمال الألوان في رسم الأشكال، فبدلا من لون واحد استعملت ثلاثة وهي الأحمر القاتم، والأسود ثم الأبيض، يضاف إلى ذلك أن عدد الأشكال ازداد وتنوعت موضوعاتها، فمثلا نجد حول القوارب التي نصبت عليها أعلام مناظر صيد، أو حرب بين البحارة، وبعض راقصات، ولكن رغم ذلك نجد عدم الانسجام وقلة الوحدة في تأليف الرسوم لا يزال كما كان على أواني الفخار في عصر ما قبل الأسرات المتوسط، ومع ذلك كله فإن هذا الرسم له أهمية عظيمة في تاريخ فن النقش إذ هو في الواقع المنبع الذي استقى منه فن الفرسكو في العصر التاريخي والحلقة الموصلة بينه وبين الأواني الفخارية التي أسلفنا الكلام عنها.
سكينة من الظران الفاتح اللون مزينة يدها بورقة من الذهب مطروفة عثر عليها في جبانة ساحل البقلية.
अज्ञात पृष्ठ