प्राचीन मिस्र एनसाइक्लोपीडिया (भाग पहला): प्रागैतिहासिक युग से एहनासी युग के अंत तक
موسوعة مصر القديمة (الجزء الأول): في عصرما قبل التاريخ إلى نهاية العصرالإهناسي
शैलियों
وفي هذا العصر كثرت صور الحيوانات، فكانت تمثل بقطيعها في الأرواح الأردوازية الخضراء، وقد ذكرنا أن هذه الألواح كانت تستعمل لطحن الكحل «التوتية» لتجميل العين، وقد حلت مكان الألواح المستطيلة الشكل التي كانت مستعملة في عهد البداري بدون أية زينة.
أما الحيوانات التي كانت تمثل بارزة على هذه الألواح فكانت عديدة مختلفة الأنواع، أهمها الإبل، وجاموس البحر،
12
والطيور والسلحفاة والسمك، وكانت الألواح في الغالب يخرم فيها ثقب ليمكن أن تعلق منه، وتدل البحوث الأثرية على أن استعمالها قد بطل في نهاية عصر ما قبل الأسرات القديم، ومن ثم أخذت أشكالها تتغير تدريجا حتى أصبحت ولا يمكن تعرفها.
ولقد بلغ من غرام فناني هذا العصر بالأشكال الحيوانية أنهم أدخلوها في زخرفة الفخار، وبوساطتها أمكن تحديد عمر سلسلة من الأواني التي على أشكال حيوانات مثل جاموس البحر، والطيور، والأسماك، وقد كان تصوير كل نوع من هذه الحيوانات يمثله وهو في حالته الطبيعية مما أعطى لها رونقا خاصا، غير أنه لا يمكن مقارنتها بالدمى المصنوعة من غرين النيل، التي عثر عليها في المقابر التي كان الغرض منها أن تقوم مقام حظية المتوفى أو خادمته، وهذه كانت توجد بكثرة في هذا العصر غير أنها كانت خشنة الصنع في أحوال كثيرة؛ إذ نجد في معظم الأحيان رأس الدمى تمثل بكتلة من الطين لا شكل لها. على حين أن الأعضاء الأخرى كانت لا تخرج عن كونها إشارات بسيطة تدل على مكانتها في الجسم، ولم نجد الفخذين متصلين ببعضهما، ودمى النساء ذات الأوراك الغليظة والثدي الضخمة كانت تمثل على وتيرة واحدة بطابع واحد في كل الأجسام، ويجب ألا ننظر هنا إلى هذه التماثيل نظرة فنية؛ إذ هي في الواقع تماثيل مأتمية عملت لتسد فراغا خاصا، ولكنها في الوقت نفسه مقدمة لطلائع التماثيل الجنازية التي ستوضع في العصر التاريخي مع المتوفى، وقد وجد من بينها قطع من آيات الفن تزين الآن متاحف العالم، مثل حاملات القرابين، والراقصات وصانعات الجعة في الأواني: وبحارة السفن، وحيوانات القرابين، وأنواع الطيور ... إلخ.
وقد عثر في نفس مجموعات هذه القبور على تماثيل حيوانات أرجلها ليست منفصلة عن بعضها، أما جسمها فيرتكز على عمودين من الطين.
وحوالي تأريخ التتابع 40 نلاحظ أن التغير الذي ظهر أثره في كل مرافق الحياة قد أثر على فن النحت في العاج، فنجد مثلا أن الأمشاط المزخرفة ذات الأسنان الطويلة أخذت تختفي حتى انعدمت جملة، وحل محلها أمشاط للزينة ذات أسنان قصيرة، كان بعضها يثبت في مشبك طويل أسطواني الشكل ليمسك به الشعر، وما ذلك إلا محافظة على التقاليد القديمة في استعمال المشط.
وظهر كذلك نوع جديد من الملاعق، تتكون الواحدة منها من جسم الملعقة نفسها، وكان إما بيضي الشكل أو مستديره، وينتهي بيد بسيطة على شكل عصا، وقصارى القول أن الزخرفة الفنية التي كانت شائعة في العصر السابق أخذت تختفي، ومن الغريب أن هذا العصر الذي قضي فيه على زي الزخرفة، قد اتفق مع الاختفاء الذي يكاد يكون كليا لصناعة دمى العاج ودمى الطين، فلم يبق لنا من مخلفات هذا العصر الآدمي إلا الرجل الملتحي أو الملفوف في عباءته، ومع ذلك فإنه كان مصنوعا صنعا هندسيا مختصرا، ليس فيه ما يشعر بالذوق الفني، وتدل ظواهر الأمور على أن ما كان شائعا من المظاهر الأولى في فن عمل التماثيل أصبح لا فائدة منه، وأن تلوين الأواني المزخرفة التي كانت توضع بجوار جثة المتوفى قد ضمن لأصحاب القبور بوساطة السحر الخدم والنساء وحيوان الصيد والقوارب التي كان يصنعها الإنسان إلى هذا العهد على شكل تماثيل بأثمان غالية.
وقد ظهر كذلك إهمال فن الزخرفة بالنحت في ألواح الأردواز التي من عصر ما قبل الأسرات المتوسط، لذلك نجد أن أشكال الحيوانات المرسوم عليها، أخذت في التدهور حتى لم يبق منها إلا ظل لا يكاد يميز الإنسان منه حيوانا معينا. غير أن نوع الألواح التي كانت على شكل طائر قد أخذت شكلا جديدا، فاللوح البيضي الشكل أو الذي يمثل جسم الفأس أصبح يزخرف في الجزء العلوي منه برأس طائرين بشكل جانبي مقطوع في الأردواز، وفي هذا العصر أخذت الرقى التي كادت تكون معدومة في العصر السابق تظهر وتنتشر، وكانت تصنع من الأردواز أو العاج أو العظم، غير أنه كان يظهر في شكلها الطابع المختصر الخاص بكل نحت هذا العصر، أما الأواني التي على شكل حيواني فإنها استمرت في هذا العصر أيضا، ولكنها كانت خالية من الذوق الفني، ويصعب تمييز بعضها عن بعض.
وبحلول عصر ما قبل الأسرات الحديث قامت نهضة فنية حوالي تأريخ التتابع 60، فنلاحظ تجديدا في التقاليد الفنية التي كانت مزدهرة في عصر ما قبل الأسرات القديم، وذلك بطرق فنية تتدرج نحو الكمال، حتى إنها أصبحت فيما بعد المنبع الذي نشأ منه الفن الفرعوني. من ذلك أن فن نحت العاج نحتا بارزا بقي صاحب المكانة الأولى في التقدم، ففي مصانع العاج ظهرت أشكال الحفر البارز بطريقة متقنة، وعنه أخذت النماذج التي استعملت في مواد أخرى، وفي هذا العصر نجد استعمال نوع دمي لمرأة واقفة عارية الجسم ذراعاها ملصوقان بجسمها، ولكن بجانب هذا النوع الذي كان شائع الاستعمال، ظهر نوع آخر من الدمى للمرأة رشيق ذو ثديين ناهدين، وكذلك ظهر نوع الدمى الذي كان يمثل أما تحمل ولدها على ذراعيها أو في حجرها، وظهرت دمى لشخصيات كانت تمثل متشحة بعباءة، ولكنها كانت تستعمل في تمثيل المرأة.
अज्ञात पृष्ठ